بعد قرابة الشهر من عدم تسجيل إطلالات إعلامية سياسية، أطلّ الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله، عصر اليوم، متناولاً مواضيع عدّة، استهلّها بالمداهمة التي نفذتها قوات الأمن الألمانية بحقّ مراكز تابعة للجالية اللبنانية، قيل إنها تابعة لحزب الله، بالإضافة إلى تصنيف حزب الله «منظمة إرهابية».قال نصرالله إنّ «القرار الألماني بحق حزب الله كان متوقّعاً، وكما نتوقع أن تقدم دول أوروبية أخرى على قرار مماثل وهذا الأمر خضوع للإرادة الأميركية»، مضيفاً أن اللبنانيين الموجودين في ألمانيا «أكثر الناس التزاماً بالقانون الألماني ولم يكن هناك داعٍ لهذه الممارسات المتوحّشة لتقديم أوراق اعتماد إلى الأميركيين والإسرائيليين». وفي هذا الإطار، وجّه رسالة إلى اللبنانيين في ألمانيا أن لا يقلقوا، مؤكّداً أنّ الاعتداء عليهم «افتراء».
وأكد أن الحكومة اللبنانية «معنية بحماية مواطنيها في ألمانيا وغيرها من الدول، وهي مطالبة بموقف. فهؤلاء مواطنون لبنانيون اعتدي عليهم». وشكر نصرالله «الحكومات القليلة التي أدانت القرار وعبّرت عن تضامنها». ولفت إلى أنه على الرغم من وطأة القرار الألماني «لن يؤثر على عزمنا وتصميمنا. سنبقى في الخط الأمامي في مواجهة الاحتلال والأطماع ومشروع الهيمنة الأميركية في المنطقة، وستبقى قضية فلسطين مقدّسة»، مضيفاً أن «كلّ الإجراءات وما يُمكن أن يقوموا به، ستزيدنا إيماناً وعزماً وتصميماً وتمسّكاً بالقضية ومواصلة طريق المقاومة».

العنوان الثاني الذي تناوله الأمين العام لحزب الله هو الموضوع المالي والاقتصادي في لبنان:

أولاً، حول الخطة الإصلاحية:
-إقرار خطة شمولية رغم انشغال العالم كله في كورونا أمرٌ يُحسب للحكومة كنقطة إيجابية. الخطة خطوة على الطريق، ويجب أن تكون هناك رؤية يُبنى عليها.

-الخطة بحاجة إلى تحصين وطني، ما يعطيها قوة.

-ندعو كل الكتل النيابية إلى المشاركة في اللقاء يوم الأربعاء في بعبدا والتعاطي بإيجابية معه، وندعو لأوسع نقاش حول الخطة وإبداء ملاحظات.

-الحكومة معنية بالاستماع، وإذا كانت هناك ملاحظات جوهرية، هي معنية بمناقشتها ويمكن أن تُدخل تعديلات.

-يُمكن الاستناد إلى الخطة للقيام بأي نقاش مع أي جهة خارجية يُطلب منها تقديم مساعدة.

-ما ندعو إليه التعاطي الإيجابي وإطلاق نقاش علمي مع الخطة لأنّ المطلوب هو إنقاذ البلد. الوضع الاقتصادي صعب جداً.

ثانياً، حول طلب مساعدة صندوق النقد الدولي:
-في المبدأ، لسنا ضدّ طلب المساعدة من أي جهة. ولكن يجب أن تكون العيون مفتوحة جيداً والصوت عالياً. وأي نقاش مع صندوق النقد يجب أن يُناقش داخل الحكومة لنعرف ما هي الشروط وإذا كانت مناسبة للبلد والناس. لا شيء اسمه أنّنا ذاهبون لتسليم البلد إلى صندوق النقد.

ثالثاً، القطاع المصرفي:
-خلال الأسابيع الماضية سمعنا اتهامات بأنّنا نُريد تدمير القطاع المصرفي... نحن بصراحة لا نريد لا تدمير ولا إسقاط ولا السيطرة على القطاع المصرفي.

-لم نقترب من القطاع المصرفي يوماً، إلا في الآونة الأخيرة، من ثلاث زوايا: حين فرضت عقوبات أميركية وطُلب إقفال حسابات. قلنا يومها للمصارف لا تكونوا أميركيين أكثر من الأميركان. فحين طُلب إقفال حسابات خمس مؤسسات، أقفلوا خمسين. هذا ظلم وعدوان ولا يزال مستمراً. النقطة الثانية، هي تصرف البنوك مع ودائع المواطنين والتقنين بشكل حاد ومذل. النقطة الثالثة، حين قلنا إنّه يجب أن تُقدّم المصارف المساعدة للحكومة.
وقال نصرالله لكلّ من اتهم حزب الله باستهداف المصارف: يللي لحم كتافن من المصارف ما يطولوا لسانن ويوقفوا مع المستضعفين.

رابعاً، حاكمية مصرف لبنان:
وصف نصرالله الكلام بنيّة حزب الله «السيطرة عليه»، بأنّه «كلام سخيف».

خامساً، الصيرفة وسعر الدولار:
أكد نصرالله عدم امتلاك حزبه أي نشاط في مجال الصيرفة، داعياً الصيارفة إلى «الالتزام بالقانون، وأن لا يكونوا جزءاً من رفع أسعار الدولار». وقال نصرالله إنّ الحزب لا يغطي أحداً.

سادساً، عن «الاتهامات» بتهريب حزب الله دولارات إلى الخارج:
طلب نصرالله سؤال حاكمية مصرف لبنان والمصارف والصيارفة، للتأكد «أنّنا نُدخل الدولارات إلى البلد ولا نُخرجها. وكلّ ما يُقال عن تحميل حزب الله مسؤولية رفع سعر الصرف، غير صحيح. بالعكس دورنا الإيجابي في مكان، ألا يرتفع السعر بشكل كبير».

سابعاً، غلاء الأسعار:
عدّد نصرالله الأسباب العديدة لارتفاع الأسعار مثل «الاحتكار، وجشع بعض التجار، وفقدان بعض المواد أو قلة بعض المواد المعروضة، وعدم المتابعة بضبط الأسعار ومحاسبة من يقومون بذلك». لذلك، طلب نصرالله من الحكومة «تحمّل المسؤولية والتعاطي معه بشكل استثنائي ولا يُلقى الملفّ فقط على عاتق وزارة الاقتصاد لأنّ العبء أكبر منها».

العنوان الثالث خصّصه نصرالله لتوضيح بعض النقاط. فتمنّى «على الجميع إعطاء وقت للحكومة»، مضيفاً القول: «معلوماتنا أنّ المناخ ليس لإسقاط الحكومة، ولا يزال الجميع في مناخ إعطاء الفرصة».
وحول العلاقة مع حركة أمل، قال: «يومياً نتواصل ونتناقش. هناك أشخاص في الإقليم والعالم هم من الباحثين دائماً عن أي وسيلة لإيجاد شقاق وخلاف بيننا، أقول لهم إنّهم يُتعبون أنفسهم عا الفاضي. ولكن الجمهور يجب أن يُساعدنا أيضاً»، مؤكداً أنّ العلاقة مع حركة أمل أساسية وفيها مصلحة للمقاومة.
وأخيراً، نفى نصرالله علاقة حزب الله بالتوترات في بعض المناطق، بالقول: «نحن حريصون أن لا تكون هناك مشاكل بل تعاون وإيجابية لننقذ البلد».