كثيرون عدلوا عن المجيء بسبب غلاء اسعار التذاكر
قبل عودة المغتربين، استنفرت الحكومة في المطار. دياب تفقد برفقة وزير الصحة حمد حسن ووزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي الإجراءات المتخذة لاستقبال العائدين. وشملت إجراء فحص الـPCR لمن لم يتمكن من إجرائه في الدولة التي عاد منها، قبل نقله إلى أماكن الحجر التي خصّصتها الحكومة بانتظار صدور النتائج. ومساء، أعلن حسن أن فحوص العائدين من رحلة الرياض جاءت سلبية. مصدر في الوزارة أوضح لـ«الأخبار» أن «الذين ظهرت نتائج فحوصاتهم سلبية، ينبغي أن يعيدوا الفحوصات بعد 48 ساعة. وحتى لو كانت نتيجة فحوصاتهم سلبية مرتين، فإنهم ملزمون بالبقاء في الحجر لأسبوعين. وبعد الفحص الأول، هم مخيّرون بين البقاء في الفندق على نفقتهم، أو التوجه إلى الحجر المنزلي».
من المطار، خصّصت حافلات لنقل المسافرين إلى الفنادق التي اختيرت كأماكن للحجر. تسعة أشخاص في كل حافلة وصلوا إلى سلسلة فنادق «لانكستر» التابعة لرجل الأعمال وسام عاشور. مصدر مطّلع قال إن رئاسة الحكومة استأجرت أربعة فنادق في بيروت وواحد في الحازمية «التزاماً بتوصية وزارة الصحة لحصر العائدين في بيروت الكبرى، حتى التأكد من وضعهم الصحي». 700 غرفة حجزت في الفنادق الخمسة، على أن تكون الليلة الاولى من ضمن المبلغ الذي دفعه العائدون ثمن تذكرة السفر للميدل إيست.
اعتماد فنادق عاشور أثار تساؤلات عديدة عن سبب قرار الحكومة حصر المنفعة بشخص واحد، بدلاً من توزيعها على فنادق متنوعة للمساهمة في تشغيلها في ظل تراجع أعمال القطاع الفندقي. فكيف إذا كان ذلك الشخص المستفيد، صاحب فندق «إيدن باي» المخالف للقانون والمتعدي على الأملاك البحرية والمتسبب في فيضان «مجارير» العاصمة العام الماضي؟ مصادر حكومية ترد بأن عاشور «تقدّم بـ«عرض جيّد» لـ«الميدل إيست» التي نقلته إلى رئاسة الحكومة، وجرى اعتماده لسببين: الرقم المتدني لأسعار الغرف، ووجود عدد كبير من الغرف في كل فندق، ما يسهّل مراقبة العائدين لجهة التزامهم بشروط الحجر». ولفتت المصادر إلى أن أصحاب فنادق كبرى رفضوا استئجار منشآتهم لكي لا تقترن أسماؤها بفيروس كورونا، فيما تقدّم فندق في الضاحية الجنوبية بعرض لاستخدامه للعائدين، إلا ان «أسباباً سياسية وطائفية حالت دون اعتماده».
بعد انقضاء اليوم الأول من الإجلاء، تتجه الأنظار نحو باقي الجاليات. مصادر مواكبة قالت إن الجدول التالي من الرحلات سيكون غداً من مدريد وباريس وكينشاسا. وصدرت بيانات عديدة من الجاليات حول العالم تناشد الحكومة الإسراع في إجلائهم وخفض أسعار تذاكر السفر. ورغم أن الـ«ميدل إيست» متمسّكة بجدول الأسعار الذي فرضته، أعلنت أمس في بيان لها خصم 50 في المئة من سعر التذاكر للطلاب العالقين في الدول الموبوءة «غير القادرين على تسديد ثمن بطاقات السفر بالتنسيق مع السفراء المعتمدين في الخارج وبناءً على توجيهات رئيس الحكومة».
على صعيد متصل، لم تقتصر حركة المطار أمس، وفي الأيام الماضية، على رحلات الإجلاء الرسمي. رئاسة المطار أعطت الإذن أمس بهبوط طائرتين خاصتين من السعودية والغابون. وأعلن عدد من رجال الأعمال في بعض الجاليات استعدادهم لاستئجار طائرات خاصة تعيد اللبنانيين بكلفة أقل، ولا سيما من الدول التي لا تصلها الـ«ميدل إيست».