لم تساهم كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تليين موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من المشاركة في الحكومة. فقد جزمت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار» بأن التيار «لا يمكن أن يشارك في حكومة يرأسها سعد الحريري. هذا قرار نهائي لا يمكن الرجوع عنه». وسبق لباسيل أن عبّر عنه في مؤتمره بالقول إنه «غير مستعد للدخول في حكومة تحمل عناصر الفشل نفسها».
(هيثم الموسوي)

وأشارت المصادر في هذا السياق إلى أن «من الأفضل، لنا وللحريري، أن يأخذ فرصته وحيداً من دوننا. ولن يرى منا إلا تسهيلاً». وربطاً بإبلاغ رئيس مجلس النواب نبيه بري لباسيل عند زيارته عين التينة يوم أول من أمس بعدم مشاركة حركة أمل من دون التيار «تحت أي اعتبار»، قالت المصادر نفسها إن «رئيس التيار حرّر الحركة وحزب الله من موقف مماثل خلال اللقاء، وفي المؤتمر الصحافي». وقد سرى في الصالونات السياسية في اليومين الماضيين، خبر مفاده أن رئيس الجمهورية ميشال عون يعتزم المشاركة في الحكومة بوزير أو اثنين عبر حقيبة وازنة، إلا أن أوساط رئيس الجمهورية وباسيل على حدّ سواء نفت ذلك قائلة لـ«الأخبار»: «لا يراهننّ أحد أننا سندخل الحكومة بطريقة غير مباشرة عبر حصة لرئيس الجمهورية أو أن يكون هناك مشاركة حتى للرئيس.. الأمر محسوم، لن يكون هناك حصة لا للتيار ولا للرئيس في حكومة يرأسها سعد الحريري».

قمع في «أوجيرو» والجية وجل الديب
على صعيد آخر، نفّذ الجيش اللبناني قراره بمنع قطع الطرقات، لكنه أفرط في استخدام القوة لتحقيق ذلك في جل الديب، فيما وقفت قوى الأمن الداخلي متفرّجة على اعتداء موظفين في هيئة أوجيرو على المتظاهرين. وقد بدأت الاشتباكات منذ السادسة صباحاً عندما عمد بعض المتظاهرين إلى إقفال مسربَي أوتوستراد جلّ الديب، للمطالبة بحكومة مستقلة لا يرأسها سعد الحريري أو يشارك فيها أي من أطراف السلطة السياسية. جرى ذلك بمؤازرة مجموعة من الشباب القادمين من طرابلس يقودهم ربيع الزين. حاول عناصر الجيش إعادة فتح الطريق وإزاحة السيارات بأياديهم فلم يتمكنوا سوى من فتح مسرب واحد. عندها توجه بعض المتظاهرين للتفاوض مع العناصر كما كان يجري غالباً، لكن هي «المرة الأولى التي لا يبدي الجيش ليونة ويبدأ عناصره بضربنا بوحشية»، يقول بعض من تواصلت «الأخبار» معهم. وقد أظهرت الفيديوات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الجيش استعمل العصي لضرب المعتصمين وبعضهم عمد إلى ركلهم، ما تسبب بإصابات بين المتظاهرين، وتم نقل 4 منهم إلى المستشفيات. وذلك استفزّ مجموعة من الشبان الذين بدأوا يعيّرون الجيش بأدائه ويسألونه عما حال دون قمعه من تهجموا على الناس في بيروت، الأمر الذي ساهم في استفزاز عناصر الجيش أكثر، فيما كان من المفترض أن يتفهّموا المتظاهرين لا العكس. ويشير من شاركوا في التظاهرة إلى أن «كل ما طلبناه من الضباط الموجودين هناك أن نتكلم معهم، وكنا نجابه بالضرب من العناصر المحيطين بهم». اعتقل الجيش 6 شبان: كارل كرم، كارل غالب، وائل خداج، يوسف بو سليمان، جوزيف أسمر وجوزيف إبراهيم، واقتادهم إلى ثكنة صربا ليخلي سبيلهم بعد نحو ساعة. تكرر مشهد جلّ الديب ليلاً في الجية حيث حاولت مجموعة من الشابات والشبان دخول معمل الكهرباء احتجاجاً على انقطاع التيار المتواصل في بلدة برجا، فتم منعهم من قبل الجيش، ليتطور الأمر إلى تضارب بين العسكريين والمحتجين. هناك أيضاً استعمل الجيش القوة لفضّ التجمع، وتسبّب بإصابات في صفوف المعتصمين.
أفرط الجيش في استخدام القوة لمنع إقفال طريق جل الديب


واستكمالاً للاعتصامات المتنقّلة أمام مؤسسات الدولة، توجهت مجموعة من الناشطين إلى مبنى أوجيرو في بئر حسن وهي ليست المرة الأولى التي تشهد المؤسسة احتجاجات مماثلة رفضاً لهدر الأموال والفساد المستشري فيها. كانت الفكرة الرئيسية «رفع شعارات مندّدة بذلك داخل المبنى سلمياً». لم تدم طويلاً سلمية بعض الموظفين الذين وقفوا يراقبون التحرك، فما إن هتفت إحدى الفتيات «عماد كريدية حرامي» حتى جنّ جنونهم، بحسب الشبان المشاركين في الاحتجاج. سريعاً، تحول الأمر إلى ساحة معركة «وتعرضنا للضرب المبرح من موظفي كريدية وأحد مرافقيه لا الموظفين الرسميين، وسط «حيادية» تامة من قوى الأمن الداخلي الموجودة عند مدخل المبنى»، ما أدى إلى نقل شابة وشاب إلى المستشفى نتيجة تعرضهما للضرب القوي على الرأس والجسم. وخرج المسؤول الإعلامي في هيئة أوجيرو كريم الرفاعي ليستنكر ما حدث مشيراً إلى أن «مشادّة حصلت بين مجموعة من الناشطين وبعض الموظفين» رغم قرار كريدية في عدم التعرض لأي محتجّ». ولفت إلى أن الأخير «فتح تحقيقاً فورياً لمعرفة ملابسات الإشكال». كذلك غرّد كريدية من حسابه على تويتر واصفاً ما جرى بـ«تصفية الحسابات السياسية مع الرئيس الحريري على حساب القطاع العام والعاملين فيه» مضيفاً أن أوجيرو «مش لحدا وللشعب اللبناني ويحقّ لحركة الشعب ونجل النائب السابق نجاح واكيم زيارتها حينما أرادوا مصاني الكرامة».