فوز فتال نبع من جملة عوامل، أبرزها حضوره الإيجابي في النقابة ووسط المحامين، والتفاف قاعدة تيار الكرامة (الذي يرأسه النائب فيصل كرامي) وحلفائه حوله، والتحالف الذي نسجه مع التيار الوطني الحر لتبادل أصوات التيارين، ما ثبّت الحضور التاريخي لآل كرامي في أمّ النقابات الشمالية، وجعل النائب فيصل كرامي يعتبر، بعد استقباله فتال مهنئاً بنجاحه، أن «فوزه يحقق آمال الناس وتطلعاتهم، ويدافع عن حقوقهم، ويعمل لتحقيق العدالة على كل الصعد».
أما الخير، فكان يخوض الانتخابات انطلاقاً من كونه كان عضواً سابقاً في مجلس النقابة، ومن دعم تلقاه من مستقلين ومن نقباء سابقين ومحامين محسوبين على تيار المستقبل، الذين توزعوا على ثلاثة أجنحة: أحدها دعم الخير لأن الخيارين الآخرين كانا إما مرشح ميقاتي وإما مرشح كرامي؛ وثانيها تبنى دعم محسن بسبب علاقات شخصية تربطه به ومع ميقاتي، وثالثها دعم فتال لحسابات خاصة، وبسبب تصفية حسابات شخصية مع نقيب محامي طرابلس محمد المراد المحسوب على تيار المستقبل الذي دعم محسن.
خسارة محسن على هذا النحو كانت المفاجأة المدوّية في انتخابات أمس، وكشفت عن ثُغَر ونقاط ضعف كثيرة في الجسد النقابي لتيار العزم ورئيسه، الذي كان قد تلقى منذ مدّة رسائل عدّة ونصائح حثّته على سحب مرشحه ودعم مرشح كرامي، وأن لا يعتمد على دعم تيار المستقبل له، بعدما «غدر» به التيار الأزرق في انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بطرابلس وأسقط مرشحه عبد الرزاق قرحاني، في 13 تشرين الأول الفائت. إلا أن ميقاتي أصرّ على موقفه، مستنداً إلى وعد أعطاه إياه الرئيس سعد الحريري بالإيعاز إلى جماعته في طرابلس بدعم مرشح «العزم»، وانسحاب مرشحة تيار المستقبل رنا الغزّ من السباق الانتخابي.
لم يكترث ميقاتي لنصائح بسحب مرشّحه رغم الطعنة التي وجّهها له «المستقبل»
إلا أن فوز فتال المريح عن المقعد المسلم، بعدما تقدّم على منافسه الخير بقرابة 100 صوت، لم ينسحب على المقعد المسيحي الذي شهد تنافساً شديداً، إذ لم يتجاوز الفارق بين أيوب وديب أكثر من 41 صوتاً، نظراً الى تبعثر أصوات الكتل الحزبية والمستقلة بينهما. وتلقت أيوب دعم التيار الوطني وتيار الكرامة وجانباً من محامي تيار المستقبل ومستقلين، بينما حظي ديب بدعم تيار المردة وتيار العزم، في إطار تبادل أصوات بين الجانبين، فضلاً عن مستقلين وعن أصوات في تيار المستقبل والقوات اللبنانية.