مصادر في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم ــ مدارس المهدي اعتبرت أن «دوافع الوزير سياسية وليست تربوية، إذ ليس منطقياً استخدام مصطلح حتى إشعار آخر، وكنا نتمنى أن يبقى على موقفه الأول لجهة ترك الخيار لإدارات المدارس تقدير الظروف المحيطة بها واتخاذ القرار المناسب بشأن استئناف التدريس أو الاستمرار في الإقفال». وأوضحت أن مدارس المؤسسة في بيروت والجنوب والبقاع تضم 22 ألف تلميذ، وقد تجاوزت نسبة الالتزام بالحضور في معظمها 95 %، باستثناء مدرستين في الغازية وشمسطار حيث لامس الغياب 18%.
وبينما لم يتجاوز الانقطاع في مدارس المهدي أياماً معدودة، أشار المدير المركزي للتربية الدينية في جمعية التعليم الديني ــ مدارس المصطفى، محمد سماحة، إلى «أنّنا فتحنا مدارسنا اليوم (أمس) للمرة الأولى منذ بداية الحراك، انطلاقاً من أن أسباب الإقفال منتفية، ونحن قادرون على تأمين الحماية والسلامة العامة لطلابنا»، نافياً أن يكون القرار باستئناف التدريس مخالفاً لقرار وزير التربية المسؤول بالدرجة الأولى عن المدرسة الرسمية. ولفت إلى أن أحد المسوّغات الأساسية لاستئناف الدراسة هو «ضغط الناس وتشجيعهم، ونسبة الغياب لم تتجاوز نحو 3 % في المرحلة المتوسطة، فيما ارتفعت قليلاً في مرحلة الروضات». وكشف سماحة أن «هناك نقاشاً عاماً داخل اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الذي يضم مدارس تابعة لجمعيات دينية إسلامية ومسيحية بتحييد المدارس عن المشاكل القائمة والتداول بالوسائل والآليات لإعادة الحياة إليها». وفي حين أن باقي مدارس الاتحاد لا تزال مقفلة ولم يصدر حتى الآن أي بيان يخرق قرار الوزير، برزت دعوة بعضها، ومنها تابع للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، الأهالي لمساعدة أبنائهم في المنزل على إنجاز دروس وفروض محدّدة من الإدارة.
معاودة التدريس شملت أيضاً مدارس جمعية المبرات ومؤسسات أمل التربوية وعدداً من المدارس غير التابعة لمؤسسات دينية في المناطق عينها، بعد تشاور في ما بينها.
مصادر في «مدارس المهدي»: دوافع الوزير سياسية وليست تربوية
أما إدارات الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية، فقد أوقفت الدروس وتركت الخيار للموظفين بالحضور وتسيير أعمال إدارية داخلية، من دون أن تتخذ إجراءات بحق المتخلفين عن الوصول إلى حرم الجامعة، مثل الحسم من الراتب أو من أيام الإجازة السنوية. المسؤول الإعلامي في الجامعة اليسوعية، روجيه حداد، قال إن الدراسة متوقفة كلياً، ويحضر فقط من يتمكن من الإداريين لتأمين الاستمرارية، من دون أن تفرض الإدارة عليهم ذلك. كذلك نفى عميد شؤون الطلاب في الجامعة اللبنانية الأميركية، رائد محسن، أن تكون الجامعة فتحت أبوابها أمس أمام الطلاب، «فالقرار منذ الأسبوع الماضي هو الإقفال حتى إشعار آخر، ولكن الإدارة دعت أول من أمس الموظفين الذين لديهم عمل داخلي، خصوصاً المعنيين بإنجاز الخدمات الطلابية والمعاملات مع المصارف، ليتسنّى قبض الرواتب».