التقى رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في القدس المحتلة أمس، في زيارة وصفت بـ«المميزة» لتدعيم الصداقة والتعاون بين الحليفين والعمل المشترك ضد إيران وحلفائها في المنطقة، وإن كانت الانتخابات الإسرائيلية ودعم نتنياهو فيها، على رأس سلم أهدافها.وتلقى نتنياهو الزيارة بوصفها مناسبة لإعادة تأكيد ما يصفه بالنجاح في منع ما تسميه إسرائيل التمركز الإيراني في سوريا، وهو ما كان موضع مجادلة في إسرائيل على خلفية انتخابية أيضاً، والإشارة إلى أن «النجاحات» التي يتحدث عنها نتنياهو تنقصها الدقة.
مع ذلك، شهد اللقاء تأكيدات وردت على لسان نتنياهو تحديداً، حول الشراكة والتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة، في كل ما يتعلق بصدّ إيران وحلفائها ومواجهتهم، إن في سوريا أو في المنطقة عموماً. وتركّز حديث بومبيو على عموميات المساعي الأميركية القائمة في المنطقة، من دون الحديث عن تشارك عمليات ضد هذا الجانب أو ذاك، بخلاف ما ورد على لسان نتنياهو، وإن شدّد على الوقوف إلى جانب إسرائيل وعن الجهد الأميركي لبناء تحالف إقليمي ضد إيران وعن الـ«60ستين» دولة التي قال إنها منضوية فيه.
وذكر الإعلام العبري أن اللقاء تناول الملف الإيراني والتطورات في سوريا ولبنان، ونقل عن نتنياهو قوله: «سنواصل الضغط على إيران لمنعها من التموضع العسكري وإدخال الأسلحة الخطيرة إلى الأراضي السورية. لا يوجد حدّ لقوة الردع الخاصة بنا». وأضاف أن «الضغط على إيران أثمر. وسنوسع عملياتنا بالتعاون مع الولايات المتحدة حتى إبعاد إيران من المنطقة».
وأكد نتنياهو على مسمع الإعلام العبري، أنه «حان الوقت كي تعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، التابع رسمياً لإسرائيل»، محذراً من المساعي التي يقودها حزب الله كما قال، «للتمركز في الجانب السوري من الحدود، وهو سبب إضافي كي يبقى الحولان إسرائيلياً».
بدوره، قال بومبيو إنه في مواجهة «تهديدات الإبادة الإيرانية ضد إسرائيل، نحن ملتزمون أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس». وأضاف أنه «في ما يتعلق بالتهديدات الصاروخية من غزة أو من الشمال (لبنان)، نحن فخورون بالوقوف إلى جانبكم».
ومع أن بومبيو رفض التعليقات الإسرائيلية التي شددت على أن زيارته تهدف إلى دعم نتنياهو انتخابياً، إلا أن الإعلام العبري تساءل عن رفضه لقاء أيٍّ من المرشحين الآخرين، وكذلك عن ضرورات الزيارة نفسها، خاصة أن نتنياهو سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين المقبل، في زيارة أيضاً يقدَّر أن يغلب عليها الطابع الاحتفالي الترحيبي المفضي إلى تعزيز موقف نتنياهو وصورته قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية.