اكتفى الكاهن بوضع كأس القربان على رأس النائبة رولا الطبش. لم يُناولها. انتظرت قليلاً قبل أن تبتعد. بدت غير ملمّة بتفاصيل هذا الطقس الديني المسيحي - السرّ الكنسي. كان ذلك إثر حضورها قدّاساً في كنيسة لـ«المحبّة والسلام». استغربت الطبش، لاحقاً، انتقادها، مِن أبناء «ملّتها» تحديداً، قائلة: «لست أوّل مسلم يدخل الكنيسة ولن أكون الأخيرة». لعلّ القيامة، التي قامت عليها، لم تكن لمجرّد دخولها، بل بسبب موقف «التناول» وما رافقه. هذا ما صوّب عليه كثيرون. هوجمت كما يُهاجم «المُرتد». مَن ظنّ أن المسألة انتهت هنا، كان عليه أن ينتظر اليوم التالي، ليُشاهد الطبش، وقد ارتدت الحجاب «احتراماً» وما إلى ذلك، حاضرة في دار الفتوى. فبحسب البيان، كما أوردته الوكالة الوطنيّة للإعلام، فإنّ النائبة الطبش، استمعت في دار الفتوى، «إلى شرح عن الأصول الشرعيّة الإسلاميّة من أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، ومن المدير الإداري لدار الفتوى الشيخ صلاح الدين فخري، بتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان». وفي البيان، الذي شاركته على صفحتها الإلكترونيّة، أكّدت أنّها «ملتزمة الإسلام، ونطقت بالشهادتين أمامهما لاعتزازها بدينها الإسلامي وبمرجعيتها دار الفتوى. وانطلاقاً من ذلك، إن ما حصل معها وأثار حفيظة البعض لم يكن مقصوداً، واعتذرت من الله عز وجل عن ذلك، وجل من لا يخطئ، والله غفور رحيم بعباده. وجزمت بمتابعة التزامها الشريعة الإسلامية على هدي سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم». كذلك شدّدت على «توجيهات دار الفتوى بالانفتاح على الآخر والتعامل بالحسنى مع كل الطوائف، كما يأمر ديننا الحنيف، مع مراعاة الضوابط الشرعية». وفي البيان نفسه، شكرت الطبش دار الفتوى «وكل من ساهم في توضيح هذا الأمر من مختلف القيادات السياسية، وخصوصاً تيار المستقبل والأحزاب والقيادات الثقافية والدينية والنقابية والجمعيات والهيئات والمراكز الإسلامية في بيروت وكل المناطق اللبنانية... مع الشكر إلى ناخبيها وكل محبيها وأصدقائها وعائلتها الذين وقفوا إلى جانبها في هذا الأمر العابر».
* الاستتابة:
يُستتاب المُسلم، عند معظم المذاهب الفقهيّة الإسلاميّة، إثر خروجه مِن دينه، أو ردّته بتعبير آخر، وذلك على اختلاف في التعيين والشروط والتبعات (الحدّ) بين المذاهب. فبحسب المشهور لدى المذهب الشافعي، مثلاً، أنّ المرتدّ يُستتابّ ثلاثة أيّام، فإن تاب كان ذلك، وإن لم يتب فحكمه القتل. والتوبة تكون بالعودة إلى الإسلام عبر نطق الشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.