ليس جديداً الإرباك الذي تعيشه المدارس الرسمية مع بداية كل عام دراسي، إن بسبب التأخير في صدور قرارات مناقلات المعلمين أو تأمين بديل عن المعلمين المتقاعدين أو تلبية الحاجات المستجدة للتعاقد، أو لجهة عدم تأمين النسخ المطلوبة من الكتب المدرسية. لكن ما يحصل منذ 10 أيام في متوسطة البسطة الثانية الرسمية المختلطة فاق كل التصورات والتوقعات، بحسب ما يروي أهالي التلامذة. «طفح الكيل»، كما يرددون، إذ «ليس طبيعياً أن يبقى أبناؤنا حتى الآن بلا معلمين وبلا كتب». فالنقص الفادح في معلمي المواد أدى، بحسب الأهالي، إلى دمج تلامذة الأول والثاني والثالث أساسي في قاعة واحدة يدخلها فقط معلمو اللغة العربية والرياضيات والدين، ويغيب عنها معلمو العلوم واللغة الإنكليزية والتربية والجغرافيا والرياضة والرسم. يقول الاهالي إنّ أولادهم يرون فقط معلم الرياضيات ومعلمة اللغة العربية على مدار الحصص الدراسية الست، ويلعبون طوال الوقت، «بسبب استحالة تعليم مستويات تعليمية ثلاثة في آن واحد، نظراً للتفاوت في الأعمار وتعذر إعطاء أي نوع من المعلومات المخصصة لكل صف، لكون دمج الصفوف أدى إلى أن يجلس تلميذ عمره 6 سنوات مع آخر عمره 14 عاماً على طاولة واحدة». اليوم، التلامذة «مزروبون» ولا يتعلمون شيئاً باستثناء بعض الخربشات لتضييع الوقت، على حد تعبير الأهالي.أما القاعة فقد استوعبت، حتى يوم أمس، 80 تلميذاً، كما يقول الأهالي، فيما تستمر أعمال التسجيل في المدرسة. الأولاد يشكون أيضاً من الاكتظاظ والحر وغياب أي وسيلة من وسائل التهوئة، وأهاليهم يسألون: «أليس من الأفضل أن يلازموا منازلهم بانتظار تأمين العدد المطلوب للمعلمين لفتح الصفوف الطبيعية؟».
رئيس المنطقة التربوية في بيروت محمد الحمصي شرح لـ «الأخبار» أن «الانتظام واستقرار الشُّعب وتأمين الحاجات إلى المعلمين لا يحصل عادة إلاّ بعد اكتمال أعمال تسجيل التلامذة السوريين في العاشر من الجاري، إذ يمكن بعدها اتخاذ الإجراءات المتوافقة مع أعداد التلامذة، كضم بعض التلامذة إلى مدارس مجاورة إذا تعذر فتح صف مثلاً. وأشار الحمصي إلى أنّ وزير التربية مروان حمادة أصدر أخيراً تعميماً بدمج الصفوف التي يقل فيها عدد التلامذة عن 10، وهذه هي حالة صف الأول أساسي في متوسطة البسطة حيث بلغ عدد التلامذة اللبنانيين المسجلين فيه 5 فقط، لذا جرى دمجهم مع أقرانهم في صف الثاني أساسي الذي يضم 11 تلميذاً لبنانياً.
لكن هناك من يتحدث عن دمج ثلاثة صفوف وملامسة العدد 80 تلميذاً في الغرفة الواحدة؟ أجاب أنّ الدمج حصل في صفين فقط (الأول والثاني)، لافتاً إلى «أنّني لا أملك إحصاءً دقيقاً عن عدد التلامذة السوريين القدامى، لكن أجزم بأنّ الرقم 80 غير واقعي ومبالغ فيه». ونفى الحمصي أن يكون هناك نقص في عدد المعلمين في غير مادتي العلوم واللغة الإنكليزية.
اللافت في متوسطة البسطة الثانية أن تلامذتها انتقلوا منذ 3 سنوات إلى طبقتين «وكوريدور» في مبنى «مدرسة مدام بعيني» في منطقة سليم سلام على خلفية إجراء تعديل على مبنى مدرستهم بإضافة غرف وما شابه، ولم تنته الأعمال بعد، وهم حالياً بلا ملعب.