من المُقرّر أن تشهد نقابة المهندسين في بيروت في الثامن من نيسان المُقبل انتخابات لخمسة أعضاء من مجلسها ولاختيار نقيب جديد لها. وقد أُجريت الانتخابات التمهيدية في الخامس من آذار الجاري في فرعَي المهندسين الزراعيين والمهندسين المدنيين الاستشاريين. وبحسب القوانين المُعتمدة، ينتخب كل فرع من الفرعين المذكورين 5 أعضاء يكونون بمثابة المُرشحين الذين يتم انتخاب عضو منهم من قبل بقية المُهندسين في الانتخابات المحددة في نيسان.لم يُقفل باب الترشيح بعد؛ إذ من المقرر أن يُقفل الأسبوع المُقبل في الرابع عشر من آذار، ما يعني أنه ليس هناك عدد محدد ونهائي للمرشّحين.
حتى الآن، هناك خمسة مرشحين بدأوا "نشاطاتهم" لحشد أصوات المُهندسين، أبرزهم المُرشّح المُستقل، المهندس المعماري جاد تابت. يُعدّ تابت واحداً من أهم المعماريين في لبنان، ممن عُرفوا بمعارضتهم لمشروع "سوليدير" الذي اختزل إعمار بيروت بعد الحرب.

هو أستاذ مادة العمارة في الجامعة الأميركية في بيروت وأستاذ سابق في الجامعة اللبنانية، ويعمل في مجال التنظيم المدني في بيروت وباريس، وله كتب ومقالات عديدة طرح خلالها بدائل لإعمار بيروت بعد الحرب الأهلية. يدعم تابت مجموعة من المهندسين المهنيين المُستقلين، جزء كبير منهم معماريون، وهو يترأس لائحة "نقابتي" التي تُقدّم نفسها منافسة لـ"لائحة السلطة"، وتضم مهندسين يدعمون الخيار المهني، ويساريين ومهندسين في لائحة "بيروت مدينتي"، فضلاً عن بعض المهندسين الناشطين في منظمات المجتمع المدني والحملات المدنية المدافعة عن الحيز العام والأملاك العامة والأبنية التراثية.
يتوقع أن تتركّز المعركة الانتخابية بين تابت ومُرشّح التيار الوطني الحرّ، المهندس المدني بول نجم، ومُرشّح القوات اللبنانية، مهندس الميكانيك نبيل أبو جودة.
يأمل المُستقلّون إحداث خرق يمكنهم من الفوز بمقعد النقيب. تتركز الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف على استمالة المُستقلين وبعض المهندسين المحزبين، وما يعزز آمالهم بإمكانية ذلك هو تمكّن المهندس المُستقل جوزف مشيلح من الخرق في الانتخابات التمهيدية التي تمت في الخامس من آذار الجاري للمهندسين المدنيين، فضلاً عن حصول المرشح المُستقل المهندس الزراعي علي درويش على عدد كبير من الأصوات في انتخابات فرع المهندسين الزراعيين، إذ خسر بفارق 10 أصوات فقط .
تجدر الإشارة الى أن الانتخابات التمهيدية تحالف فيها كل الأحزاب المشاركة في السلطة، بما فيها حزب الله والقوات اللبنانية، وتتوقع بعض المصادر المُتابعة أن يبقى هذا التحالف قائماً في الانتخابات الأساسية ضمن لائحة موحدة للسلطة لمواجهة لائحة "نقابتي".