أنا خادمُ سيّدي، وحارسُهُ، وقائدُ فصيلِ كلابه.
أنا خادمُ سيّدي، وبُهلولُهُ، وشحّادُ عتبـتِه.
أنا خادمُ سيّدي، اليومَ، وأمسِ، وأمسِ أمسِ، وما قبلَ أمسِ أمس.
لكنْ، غداً ( لأنني خادمهُ، وحارسُهُ، وبهلولُهُ، وشحّادُ عتبتِه)
لأنني لستُ إلاّ هذا، ولأنني كلُّ هذا،
غداً: أنا خائـنُهُ... وقاتِلُه.
4/3/2015

إنْ كنتَ عاقلاً..يا أبي!



في مواجهةِ آلامهم
لا تقلْ: أهلُ بيتي طيّبون وصالحون.
لا تقلْ: سيصبرون على المجاعةِ ويكتمونَ صرخةَ الألم.
إنْ كنتَ عاقلاً، فأَنصِتْ إلى ما لا تسمعُ، وافتحْ عينيكَ وقلبكَ على ما تتعذّرُ رؤيتُه.
ذاتَ يوم، سيضيقُ الصابرُ بصبرهِ، والجائعُ يعجزُ عن كتمانِ صرخته.
ذاتَ يوم، ذاتَ يومٍ لا تعرفه،
أهلُكَ الطيّبون الصالحون
أهلُكَ الصابرون، المنتظِرون، العاجزون عن احتمالِ محنةِ الأمل..
أهلُكَ الذين ازْرَقَّت قلوبُهم من الفاقةِ والشقاء والحيرةِ ونفادِ الصبر..
ذاتَ يومٍ أراه/ ذاتَ يومٍ أراهُ ولا تراه/ ذات يومٍ لا هُم يعرفونه ولا أنتَ تعرفه/
ذات يوم (بدون أن ترى دمعةً، أو تسمعَ عويلاً، أو تَــتَــنسَّمَ رائحةَ شكوى)
ذات يومٍ، سيغلبهم يأسُهم
ذاتَ يوم، حتى بدون أن ينتظروا حلولَ الظلام،
(ربما وهم يبكون شفقةً عليك، ويَتوسّلون لكَ الرحمةَ وحُسْنَ المآل)
ذات يوم (وأعينُهم تفيضُ حناناً ويأساً)
سيَنقَضُّون عليكَ من علياءِ جوعِهم وصبرهم وآلامهم
ويقطعون رقبتك.
4/3/2015