سلمى ، دائماً ...
تعبتُ من اليأس، مثلما يتعبُ اليائسون من شدّةِ الأمل.
إنْ قلتِ لي: «انتظرني !»
فسأنتظركِ خمسين سنةً أخرى.
وإنْ قلت: «لا تمتْ !»
سأقول: «أنا عاجزٌ عن الموت، لأنني أحببتُكِ وأحبّك.»
..

بين يديكِ (أو تحت قدميك)
سأبني مأوايَ وكنيستي؛
وتحت أنوارِ ضحكتك
سأُطْلقُ قصائدي وأناجيلي
فأجعلُ العالمَ كلّهُ يغرقُ في الحنان والموسيقى.
..
نعم! لأنني أحببتُكِ وأحبك:
الموتُ لا وجودَ له ..
والحياةُ مفتوحةٌ لأحلامكِ وأحلامي
إلى أبدِ الآبدين.
8/6/2014

طفرة

ما يُحيّرني (ما كان يُحيّرني على الدوام)
أنني، في كثيرٍ من الأحيان،
أشمُّ على يدي وقميصي، بل وحتى في أنفاسي، رائحةَ قطةٍ، أو معزاةٍ، أو جُزازةِ عشب.
يكفي أن أنظر إلى صورتها في الكتاب.. لأشمَّ رائحةَ الوردة،
يكفي أنْ يُلفَظَ اسمُ الكرسي.. حتى أشعرَ بدغدغةِ النسيم على الشجرةِ التي جاءت منها،
يكفي أن أحدّقَ في أظافرهِ، أو حذائهِ، أو لونِ قميصه.. لأميّز رائحةَ اللصّ والقاتلِ والحانوتيّ ومغتصِبِ الأطفال ...
لهذا تحبني جميع شقيقاتي من حيواناتِ الأرض
ويكرهني جميعُ أشباهي من أبناءِ البشر.
.. ..
نعم! من حقّيَ أن أسأل:
إلى أي جنسٍ من كائناتِ هذه الأرض أنتسِب؟
10/6/2014