على بالي
شاهدتُ مقابلة شبلي ملّاط مع سامي كليب. تتعجب من الحدّ الذي يستريح فيه البعض في لبنان للحديث باللغة العربية بغير ما يقولون بلغات أجنبية. فهو يظهر على الشاشة اللبنانيّة ويزعم أنّه يؤيد مشروع إنشاء دولة واحدة ثنائية القومية على أرض فلسطين، أو كما قال «أرض فلسطين أو إسرائيل» (أي أنّ الاصطلاحَين يجوزان بالتساوي). لكن هذا الزعم للملّاط لا يستقيم. الحقائق ثابتة. كان قد نشر في الصحافة الغربية مشروع سلام أعدّه مع واحد من أعتى صهاينة أميركا، أي المحامي ألان ديرشوفيتز الذي يُعرف عنه استماتته في محاولته لتحقيق طرد الأساتذة المؤيدين لفلسطين من الجامعات الأميركية. مشروع سلام ديرشوفيتز ــ الملاط أدنى بكثير من المشروع العربي للسلام، بل هو أدنى من مواقف كل الدول العربية بما فيها دولة الإمارات المتحالفة مع إسرائيل. شبلي الملّاط يقول في مشروع السلام إنّه يحقّ لإسرائيل اقتطاع ما تريد من الضفة والقطاع (مقابل تبادل)، أي إنّه مع دولة فلسطينية على مساحة أقل من الضفّة والقطاع. كما أنه قد يكون العربي الأوّل الذي يعترف بدولة إسرائيل «كدولة لليهود». وهذا المطلب بات أساسياً عند عتاة الصهاينة. أي يقول إنه يحق لدولة إسرائيل أن تمارس التطهير العرقي، وذلك لتحقيق المستوى الديموغرافي الذي يتيح لها الحفاظ على الغالبية اليهودية، للحفاظ على دولة لليهود. هذا ما يجرّ إليه، منطقيّاً، الاعتراف بإسرائيل كدولة لليهود. أما التذكير في البرنامج بالدعوى ضد شارون، وهي تعود إلى زمن غابر (والناس في بلادنا في لبنان يتغيرون من نصرة جورج حبش قبل 30 عاماً إلى نصرة سمير جعجع في اليوم الحالي)، فهي خارج السياق. الماضي غير ذي بال والحاضر هو الأساس في سير الناس. ولا نستطيع أن نقبل بزعم لشخص ما إذا لم يكن منسجماً مع كلام له بلغة أجنبيّة. طبعاً، محاولة الملاط تغيير موقفه جذريّاً، وتناسيه لمشروع سلام مشترك مع ديرشوفيتز جاء في سياق ترشيح جنبلاط للملّاط، والذي دغدغ مشاعره وطموحاته. يحقّ للملّاط أن يترشح للرئاسة ويحقّ لنا أن نسأله عن مشروعه للسلام.