على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

العروبي وليد جنبلاط؟ جنبلاط عروبي بقدر ما كان بيار الجميّل عروبياً. والجميّل كان عروبيّاً عندما تحالف مع النظام السوري بعد اندلاع الحرب (عوّل آنذاك على حافظ الأسد لإنقاذه). وليد جنبلاط تحدّث عن حزب الله في مقابلة مع العروبي الكتائبي، ألبرت كوستانيان على محطة «إل بي سي». في المقابلة، يعبّر جنبلاط عن اعتراضه على حزب الله من منظور العروبة فيقول إن «خيار الحزب ليس عربيّاً». أي أنّ الحزب الذي ترجم عروبته بأوضح صورة، أي تكريس خبراته وموارده في خدمة مقاومات فلسطين، مشكوكٌ في عروبته، لأنّه بدلاً من تلقّي السلاح المعروض له من أنظمة العروبة في الخليج، يفضّل أن يكون سلاحه من إيران. وجنبلاط يعلم أنّ السعوديّة عرضت على الحزب أكثر من مرّة أن تمدّه بالسلاح الذي يردع إسرائيل لكنّ الحزب رفض لأن خياره ليس عربيّاً. أما حزب جنبلاط، وفي مراحله المختلفة والمتقلّبة، فرَاوح بين ذمّ فلسطين ومقاومة فلسطين وبين ضخّ كلام شاعريّ ركيك عن فلسطين في خطب وردَ فيها الكثير من المديح المرّ المَذاق عن حافظ الأسد وابنه من بعده. لكنّ السؤال: متى وكيف أصبح وليد جنبلاط مفتياً في شأن العروبة وتصنيفاتها؟ هل ذلك تكرّس عندما انخرط في عقيدة بوش وبات خطيباً مفوّهاً في مؤتمرات «مؤسّسة واشنطن» (أي الذراع الفكريّة للوبي الإسرائيلي هنا)؟ أم أنّ ذلك تكرّس في اللقاء الشهير بين شمعون بيريز وجنبلاط في المختارة؟ العروبة ليست علكة وليست شعاراً وليست حقيبة مال. العروبة هي التزام بقضيّة فلسطين أوّلاً (لأنّها أصعب القضايا والتي على أساسها تُفرز الأنظمة والبشر) وهي أيضاً التزام بقضايا التحرّر والانعتاق العربيّين. لا مانع أن يكون لجنبلاط خياراته مع ساركوزي أو مع جيفري فيلتمان (العروبي؟) لكن عليه أن يتنحّى عن دور الإفتاء في تصنيف العروبة. العروبة في حوزة أنظمة الخليج (التي كانت عدوّة كل المشاريع العربية الوحدويّة والتي توحّدت على عداء عبد الناصر) ليست إلا وسيلة أميركيّة-إسرائيليّة لتقويض دعم مقاومات إسرائيل. عروبة أنظمة الخليج: يوماً هي ضد بشار الأسد ويوماً معه.

0 تعليق

التعليقات