على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لا انتخابات حرّة في العالم النامي. أميركا وأزلامها وإعلامها (الغربي والعربي التابع) يتدخّلون في كل انتخابات لدعم أدوات أميركا. تغطية الانتخابات التركية واضحة في مراميها: مقالات طوال في تبجيل المرشّح المعارض، كمال كليجدار أوغلو. ذكّرني ذلك بانتخابات لبنان النيابية عام 2018: أفقتُ ذات صباح، وإذ بي أرى مقالات تبجيليّة مستفيضة عن تاجر مخدّرات لبناني معروف فقط لأنّه كان مرشحاً ضدّ حزب الله في البقاع. جعلوا من الرجل رمزاً للديموقراطية والنزاهة والوطنيّة. هذه هي أميركا. لا تدع الناس ينتخبون من يريدون في العالم. لا بدَّ لها من أن تتدخّل. نعلم اليوم أنّ أميركا كانت تتدخّل في انتخابات إيطاليا لصالح اليمين الرجعي لأنّها كانت تخاف فوز الحزب الشيوعي. كانت المخابرات الأميركيّة تعدّ الملصقات والشعارات السياسية للحزب الديموقراطي المسيحي، وتطلب من السعودية تمويل الحزب مخافة فوز العدو الشيوعي المشترك. خذوا ما جرى في باكستان أمس: هناك انقلاب عسكري جارٍ في البلاد بدعم من إسرائيل وأميركا. أصبح عمران خان (المُنتخب ديموقراطياً) هدفاً لأنّه تمرّد على السطوة الأميركيّة وعلى جنرالات التبعيّة لأميركا. الرفاق في باكستان كانوا يشاركونني قلقاً يساورهم منذ سنتين: أنّ عمران خان يرفض ضغوطات سعودية وإماراتيّة وأميركية من أجل التطبيع مع إسرائيل، وأنّه سيدفع الثمن من جراء رفضه. الانتخابات سلاح أميركي في الدول النامية: تطالب بها عندما تُفيد أزلامها وتُعارضها عندما تضرّ بأزلامها. انتخابات غزة عام 2006. توقّعت فوز «فتح» لأنّها موّلتها ودعمتها وقوّضت فرص حماس. لكنّ النتيجة ما كانت في الحسبان، فما كان منها إلا أن دبّرت انقلاباً دحلانياً ضد الفائزين (كما شرحت مقالة طويلة في «فانيتي فير» للصحافي ديفيد روز). هي مع الانتخابات إذا فاز السنيورة وجعجع وتاجر المخدّرات الشيعي، وهي ضدّها إذا فاز من يُعادي ويُقاوم إسرائيل. الانتخابات في تركيا حلقة من سلسلة: تحنّ أميركا إلى زمن الجنرالات الموساديّين الذين أمسكوا بزمام السياسة الخارجية وفق رؤية التحالف الأميركي ــ الإسرائيلي. لكل هذه الأسباب، أنا لستُ من المُطالبين بالانتخابات قبل نيل الاستقلال والسيادة الحقيقية.

0 تعليق

التعليقات