على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

دفق الوثائق السريّة الأميركيّة عن الحرب في أوكرانيا يطرح تساؤلات. هل أنّ الوثائق صحيحة أم لا؟ من الأكيد أنّها صحيحة والحكومة الأميركيّة لم تنفِ صحّتها وهي شكّلت لجان تحقيق للكشف عن مصدر التسريب (في لبنان، هناك من الشديدي النباهة والاحتراز ممن لا يزالون يشكّكون في صحّة وثائق «ويكليكس» فيما لا يزال أسانج يعاني من عسف وظلم الحكم الأميركي بسبب نشره للوثائق). التسريب لم يكن نتيجة «هاكينغ» أو تسريب إلكتروني. الصور (يقول الخبراء في الصحف) تُظهر أنّ شخصاً ما صوّرها على عجل بعد اجتماع ما. الحكومة الأميركيّة تقول إن بعض الجمل قد حُوِّرت، وهي طبعاً تكشف عن وضع ضعيف للقوات الأوكرانيّة. هذه الكذبة، عن أنّ الحكومة الروسيّة حوّرت في بعض الجمل، دليل آخر على صحة الوثائق لأنّ أميركا تريد أن تعالج الإحراج الذي أصيبت به. والكشف عن عمليّات تجسّس أميركي (متوقّعة) ضدّ أصدقائها في إسرائيل وكوريا الجنوبيّة وأوكرانيا دليل آخر على صحّتها لأنّ أميركا تجهد كي تحافظ على سريّة التجسّس على أصدقائها. مع كل هذا، يذكّرني صديق: الوثائق ليست حقائق دامغة. هي الرؤية الأميركيّة لواقع الحرب. أي أنّ الحرب قد تكون أسوأ بكثير لأوكرانيا والراعية الأميركيّة وخصوصاً أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركيّة شهيرة بتقديم صور ورديّة زاهية عن حقائق الحرب التي لا تسير وفق الرغبة الأميركيّة. أجهزة الاستخبارات في الستينيّات كانت واثقة من هزيمة الفيتكونغ الأبطال. لن يغيّر نشر الوثائق مسار الحرب لكنّ النشر سيؤدّي إلى: 1) تحوّط روسي من اختراق أميركي استخباراتي في القيادة العليا. 2) القيادة الأوكرانيّة ستكون حذرة في تعاملها مع راعيتها الأميركيّة لعلمها أنّ أميركا لا تثق بها أو بقدراتها. 3) نفاد مخزون صواريخ الأرض ــ جو الـ «إس.300» في أوكرانيا قد يغيّر من مسار الحرب لأنّ استفادة روسيا من استخدام سلاح الطيران ستقلب المعادلات. 4) المداولات بين حلفاء أميركا حول مدّ أوكرانيا بالمزيد من السلاح ستأخذ طابعاً سريّاً أكثر. 5) ستحدّ الحكومة الأميركيّة من توزيع تقاريرها السريّة عن أوكرانيا بين مسؤوليها وخبرائها.

0 تعليق

التعليقات