على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أنا من أنصار الحريّة المطلقة. لا يضيرني مصارحتكم بذلك. أنا أؤيّد نفسي في مواقفي ومستعدٌّ أن أنزل إلى الشارع لمناصرة نفسي. أنا أعيش في لبنان حيث (على شناعة وفساد وظلم النظام) هناك من الحريّات ما يفوق مجمل الحريّات في كل الدول العربية مجتمعة. ولكن لو تلقّيتُ استدعاءً للمثول أمام الشرطة، فسأخرج إلى الشرفات وأصرخ بصوت عالٍ: إنّنا في لبنان نعيش في دولة ديكتاتوريّة بوليسيّة يقودها ميشال عون (لا همَّ لو أنّ ميشال عون غادر قصر بعبدا، سنستعين باسمه في حملاتنا أو باسم باسيل أو نصرالله). أنا مع حريّتي لآخر المدى لكن ضد حريّة كل من يختلف معي في الرأي. ولو تعرّض مختلف في الرأي معي إلى اضطهاد فإنّ هذا لا يعنيني البتّة. المهم أنّني أستطيع عبر مناصرتي لنفسي ومناصرة رفاقي (على أن يكونوا من نفس خطي السياسي الذي يتفق، صدفةً، مع مواقف الغرب وإسرائيل وأنظمة الخليج). أنا مع حريّة تعبيري عن صوابية مواقفي وحدها، وضدّ حريّة التعبير لغيري لأنّني أعتبرها مشروعاً غير لبناني. أنا مع حرية التعبير لكنّني أعتبر أنّ كل من يؤيّد مقاومة إسرائيل هو غير لبناني (أسمّيه إيرانياً غصباً عنه). أنا مع حريّة التعبير لكن لا أمانع لو أنّ حلف شمال الأطلسي («المجتمع الدولي») بعث بجيوشه إلى لبنان لمنع كل الآراء التي تتعارض مع موقفه ومع موقفي (صدفة، موقفي يتطابق مع موقفه). حريّة التعبير عندي مقدّسة على أن لا تنعكس: 1) إقلاقاً لراحة إسرائيل. 2) إزعاجاً لطغاة الخليج الذين يحتضنون عدداً كبيراً من اللبنانيّين الأسرى ــ الضيوف. 3) تعارضاً مع سياسات الناتو حول الإرهاب وحول حقّ الإمبراطوريّة الأميركيّة في فرض سيطرتها على العالم. 4) اعتناقاً لعقائد يمكنها أن تقلب النظام الرأسمالي اللبناني. هذا لا يعني أنّني لا أرتدي اللبوس اليساري. بلى. أنا يساري مودرن: أي أنّني أعتبر أنّ الإمبريالية في العالم تتمثّل في إيران وروسيا والصين. وجورج سوروس يستثمر كثيراً هذه الأيام في ضخّ العداء للصين ولا مانع أن تصيبني «طرطوشة» منه في موقع جديد.

0 تعليق

التعليقات