على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

بدأت ترجمة اتفاقيّات إبراهيم فور توقيعها. لبنان دائماً يتجاوب مع ما يصدر من الخليج من إشارات وبيانات. فريق الإعلام اللبناني الذي كان مع فلسطين يوم تغنّت أنظمة الخليج بفلسطين (من دون أي فعل) بات يضخّ مضامين ومفاهيم التطبيع مع العدوّ. إن الهجوم على المقاومة في لبنان لا علاقة له بالمقاومة أو الحزب أو «القرض الحسن» (حتى القرض الحسن يزعجهم لأنه يزعج مندوبي اللوبي الإسرائيلي في وزارة الخزانة الأميركيّة): الهجوم له علاقة بترتيب أرضيّة سلام مع إسرائيل والحزب يقف حجر عثرة. كيف تتخلّص من... أكبر حزب لبناني، جامع أكبر عدد من الأصوات؟ ترسل جماهير فارس سعيد وفؤاد مخزومي كي تهزمهم في عقر دارهم في الجنوب، ثم ترميهم عبر الحدود مع سوريا، كما كانت خطة إسرائيل وأنظمة الخليج في حرب تمّوز. لكنّ هناك مشكلة أمام لوبي التطبيع في لبنان. هناك ما أقدّره بنحو ربع السكّان في لبنان يقفون ضد أي سلام مع إسرائيل بصورة مطلقة. لا أبالغ في الرقم ولا أحتسبه طائفيّاً. لكن اعتبروا من عام 1982: لم يكن هناك أكثر من 5% من سكّان لبنان ضد السلام مع إسرائيل في ذلك الزمن. أما الأكثريّة فوافقت أو لم تجد أنّ معارضتها قويّة إلى درجة المجاهرة. كانت هناك أقليّة صغيرة جداً ولم تكن مجاهِرة لأن البيئة كانت مسالمة مع الاحتلال. هذه الأقليّة قلبت الدنيا رأساً على عقب وغيّرت تاريخ لبنان وقضت بضربات جبّارة على المشروع الإسرائيلي في لبنان. في فرنسا، بعيداً عن بطولات الأفلام والقصص ومزاعم فرانسوا ميتران وغيرهما، الأكثريّة هادنت الاحتلال النازي وتسكّعت في المقاهي إلى جانب جنود الاحتلال (لم يكن الجميع ببطولة خالد علوان). لكنّ الأكثريّة عادت وفرضت رأيها بالقوّة، وتعاونت مع قوى التحالف ضد النازيّة. في لبنان: هناك خبر غير سار بانتظار جماعة اللوبي الإسرائيلي. في عام 1982، استطاع 5% من اللبنانيّين قلب الدنيا رأساً على عقب لمنع السلام مع إسرائيل، فما بالك اليوم بربع السكّان (على الأقل) وبعضهم متمرّس في هزيمة إسرائيل في الميدان؟ الخيبة بانتظاركم.

0 تعليق

التعليقات