على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

استهلالاً أقول، لا يهمّني من ينتصر في الصراع الأهلي الإسرائيلي. المثل «فخّار يكسِّر بعضه» يسري. أتمنى خسارة الفريقيْن معاً. لكن لا يمكن التقليل من أهميّة ما يجري. هناك بوادر تمرّد في داخل الجيش، كما أنّ الانقسام بين الأطراف يهدّد النظام السياسي الصهيوني الذي تشكّل (بالقوّة) على أرض فلسطين. المؤسّسون العنصريّون للكيان هندسوا علاقات تنظّم الخلاف بين اليهود. كان العنصر الأوروبي العلماني هو المُسيطِر والآمر. هذا يتغيّر بسبب صعود الجناح الديني والتقليدي في المجتمع هناك. وهذا لا يؤثّر فقط على تلاحم الشعب بل على علاقاتهم مع يهود العالم. هناك اليوم أعمق أزمة في تاريخ علاقة إسرائيل بيهود العالم، وخصوصاً يهود أميركا. عندما يكتب عمدة نيويورك السابق الملياردير مايكل بلومبيرغ، في جريدة «نيويورك تايمز» الصهيونيّة، أنّ نتنياهو «يصطحب الكارثة» فهذا علامة قلق عميق في وسط نخبة صهاينة العالم. مجالس المنظّمات اليهوديّة في بريطانيا («مجلس نوّاب يهود بريطانيا») أصدر بياناً أدان فيه دعوة وزير المالية الإسرائيلي إلى إبادة بلدة حوارة. المؤرّخ البريطاني الصهيوني المعروف، سيمون شمّا، دعا اليهود إلى إدانة التحوّل نحو اليمين في إسرائيل، وقال إن هناك خطراً لتحوّل دولة الاحتلال إلى دولة «قومية ثيوقراطيّة». طبعاً، سياسات حكومات الغرب لم تتغيّر وهي لا تزال تحمي عدوان واحتلال إسرائيل، لكن تنامي الغضبة اليهوديّة يمكن لو استمرّ أن يؤثّر على سياسات دول الغرب. إنّ بداية التحوّل كانت في عام 2012 عندما قرّر نتنياهو نبذ السياسة المؤسّسة لإسرائيل في اتباع الحياد نحو التنافس بين الحزبيْن في أميركا. تعاطفَ مع ميت رومني ضدّ أوباما، وكان هذا أوّل خرق في سياسة إسرائيل منذ النكبة. ليس هناك من حلول ترضي الطرفين لأنّ الخلاف عميق ويتعمّق ويتعلّق بأسس الكيان. في لبنان، الخلافات عميقة لكنّها غير مؤثّرة لأنّ لبنان غير مؤثّر ولأنّ مؤسّساته ضعيفة. الانشطار في إسرائيل يؤثّر على تلاحم القوّة العسكريّة، كما أنّ الانشطار في لبنان في عام 1975 قسم الجيش وعطَّله بالكامل (أو حوّله إلى رديف للقوّات وجيش لحد). الحرب الأهليّة باتت محتملة عندهم.

0 تعليق

التعليقات