على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ينعقد في الرياض هذه الأيّام «المنتدى السعودي للإعلام». يمنح المنتدى جوائز في الصحافة العربيّة. وكما في مؤتمر نادي دبيّ للصحافة، يحظى الإعلام السعودي والإماراتي بحصّة الأسد من الجوائز. أي أنّ أسوأ إعلام، مهنياً، في العالم العربي هو الإعلام المُهيمِن والذي يصدر الأحكام والجوائز عن المهنة. وهناك في مؤتمر الرياض جلسة خاصّة عن واقع الإعلام العربي ويتحدّث فيها، عن الإعلام العربي، نايلة تويني وغسان شربل. هل تستطيع نايلة تويني أن تكتب جملة مفيدة بالعربيّة؟ لا يهم. المهم أنّها تستطيع أن تتكلّم بسخاء عن إصلاحات محمد بن سلمان. أما غسان شربل، فهو رئيس تحرير جريدة «الشرق الأوسط»، السبّاقة في ضخّ الصهيونيّة في العالم العربي، وكان ذلك قبل زمن محمد بن سلمان. والمفارقة أنّه في نفس الأسبوع الذي ينعقد فيه «المنتدى السعودي للإعلام» تنشر «نيويورك تايمز» مقالة طويلة عن واقع القمع في السعودية، وتقول إنّ نقد الحكم في السعوديّة يؤدّي إلى إصدار عقوبة بسجن المتهم 13 سنة، فيما عقوبة استئناف الحكم تصل إلى 45 سنة. وإعلام هذا النظام هو الذي يمنح جوائز مهنة الإعلام في العالم العربي. وتنعقد من ضمن المنتدى حلقات وورش عمل وبعضها يتحدّث عن الشائعات وعن خطر التنمّر. النظام الذي يسيطر على أكبر جيش إلكتروني في العالم كلّه يسمح لنفسه بنقد التنمّر على المواقع. إن كميّة العنف اللفظي الذكوري السوقي من قبل هذا الجيش الإلكتروني السعودي لا يجاريها أيّ جيش إلكتروني آخر (يكفي ما تعرّضت له الإعلاميّة غادة عويس من قبل هذا الجيش). وغسان شربل يحرّر جريدة سعودية تتضمّن يومياً نصف صفحة أكاذيب عن اليمن ونصف صفحة أكاذيب عن لبنان. مكتبها في بيروت يطلق شائعات وأكاذيب عن حزب الله وينسبها إلى «مصادر في الثنائي الشيعي»، أي أشرف ريفي أو مصدر في فرع المعلومات. الإعلام العربي ليس بخير وهو يحنّ إلى زمن المنافسة (غير) الشريفة عندما كانت الأنظمة العربيّة تتصارع في السبعينيّات والستينيّات عبر وسائل إعلامها. هذا عصر النظام الواحد الأوحد.

0 تعليق

التعليقات