على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

دعنا، للحظة، ننسى كلّ النقد الذي يجب أن نوجّهه إلى حزب الله في السياسة اللبنانيّة ــــ في كلّ أوجه السياسة اللبنانيّة. شكّلت المقاومة اللبنانيّة تجربة فذّة ونادرة من ناحية تشكيل أوّل تهديد ردعي استراتيجي لإسرائيل منذ إنشاء الكيان الاحتلالي. كانت الأنظمة العربيّة المحيطة بإسرائيل تعدّ ــــ في ما مضى ــــ جيوشها للدفاع عن النفس، وليس بهدف تحرير فلسطين. في مسألة تحويل نهر الأردن وعقد أوّل قمّة عربيّة رسميّة في عام 1964: أعدّ العرب خطة فما كان من العدوّ إلا أن فجّر محطات ضخّ قيد الإنشاء وأرسل تهديدات لمنعهم من تنفيذ خططهم، وكانت حرب 1967 هي الدرس الأبلغ. باستثناء تجربة عبد الناصر من عام 1967 إلى عام 1970، صرفَت الأنظمة العربيّة النظر عن تحرير فلسطين. أنفق القذافي وصدّام المال على المنظمات الفلسطينيّة، لكنّهما أجزلا العطاء فقط لأغراض تتعلّق بالمشروعيّة السياسيّة واستخدام القدرات القتاليّة لمنظمات في مؤامرات ضد خصوم النظام. لقد ضعفت قدرات النظام الإيراني الاستراتيجيّة، ويضعفها أكثر تناقص المشروعيّة السياسيّة بصرف النظر عن المبالغات التي تحكم التغطية الغربيّة عن إيران. إيران تتعرّض لاعتداءات متواصلة عبر السنوات الماضية، داخلياً (عبر اغتيالات وتفجيرات وأخيراً مسيّرات) وفي سوريا والعراق. إسرائيل كانت تخشى إعلان مسؤوليّتها عن قصف مواقع إيرانية وهي الآن تزهو بمسؤوليّتها في الصحف الأميركيّة (زهت إسرائيل في «وول ستيرت جورنال» قبل أيّام بقصف منشآت عسكريّة إيرانيّة). إيران لا يمكن أن تقتفي آثار الأنظمة العربيّة، البعثيّة خصوصاً، حول انتظار تحديد زمان ومكان المعركة. والسند الاستراتيجي لإيران (في لبنان والعراق وسوريا) شبه معطّل لأنّ المؤامرة الخارجيّة شغلت حركة المقاومة في لبنان وحلفاء إيران في الحشد الشعبي في العراق، وأميركا تمنع الشعب السوري من الخروج من الحرب. وأميركا جرّت إيران إلى مفاوضات عقيمة غير جديّة فيما كانت تعمل على استنزافها في الساحة الداخليّة والساحات الخارجية. وهناك ما يبدو أنّه اختراق إسرائيلي للساحة الإيرانية. إسرائيل لا ترتدع بمفاوضات ولا بالحُسنى ولا بالضعف ولا بالدبلوماسيّة ولا بالاعتماد على «المجتمع الدولي». اسألوا لبنان.

0 تعليق

التعليقات