على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

إعلام الصهيونيّة بالعربيّة. هكذا يمكن أن نصف الإعلام العربي الرسمي والإعلام «المستقلّ» (تطلق وزارة الخارجية الأميركيّة وصف «الإعلام المستقل» على وسائل الإعلام المُمَوّلة من قبل حكومات الغرب وسوروس، لكنّ وكالة التنمية الأميركيّة في تقرير أخير لها، وصفت «ميغافون» ــ في معرض المديح والتنويه الرسمي ــ بـ«الإعلام البديل»). فلسطين تغلي والضحايا العرب بالعشرات وموقع «ميغافون» يتحدّث في آخر أخباره عن ذكرى الطائف وتدخّل الجيش السوري في لبنان، فيما موقع «درج» يتحدّث عن «نبويّة» في مصر لكنّه نشر مقالة عن فلسطين، في ذمّ المقاومة والصواريخ في غزّة. ليس صدفةً. السيطرة الصهيونيّة على الإعلام العربي لا تكمن فقط في السيطرة على المضمون بحيث إنّ تغطية أحداث فلسطين تلتزم بتعريف المنظمات الصهيونيّة وعلى أساسها يقوم المُمَوِّلون الغربيّون بإحصاء عدد المقالات عن إسرائيل مقابل مقالات عن أعداء أميركا وإسرائيل (احصوا عدد مقالات «ميغافون» عن إيران). وهذا المعيار يُحتِّم أن تشذّ مواقع التمويل الغربي عن أهواء ومزاج الرأي العام العربي من ناحية الاهتمام الكثيف بوضع الشعب الفلسطيني. وفكرة أنّ التركيز على إسرائيل وجرائمها هو لا سامية، أو هو غير مُبرَّر، يسلب الشعب العربي من عواطفه ومشاغله السياسيّة. جريدة «نيويورك تايمز» مثلاً، تعكس اهتماماً وتركيزاً واضحيْن (بصورة يوميّة) على قضايا تتعلّق باليهود، في كل نواحي حياتهم بما يعكس صورة إيجابيّة برّاقة عن إسرائيل. تخيّل لو أنّنا نقول إنّ التركيز على إسرائيل في الإعلام الغربي يعكس لا سامية. لا، وزارة الخارجية الأميركية ووكالة التنمية تكذبان عندما تصفان التركيز على تغطية إسرائيل بأنّه لا سامية. هما لا تمانعان التركيز إلا إذا كان في صالح إسرائيل ودعايتها لكنّهما تعترضان باسم معاداة اللاسامية إذا كانت التغطية منصفة بحق الشعب الفلسطيني ولا تعتبر حياة اليهودي أغلى من حياة العربي. مواقع التمويل الغربي اعتناق لمعايير فرضتها المنظمات الصهيونية هنا. يمكن مثلاً الاعتراض على بناء المستوطنات أو تفضيل نتنياهو على منافسيه في اليمين، لكنّ التعبير عن أهواء الشعب العربي عن فلسطين يقطع التمويل على الفور. إعلام مستقل؟

0 تعليق

التعليقات