على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم يكن لبنان كما هو اليوم بلا إدارة أو سائِس. ليس فقط بسبب غياب الرئيس المنعدم الصلاحيات أو بسبب ندرة الاجتماعات الحكوميّة، بل بسبب غياب خطة عند أيّ من الأطراف. غياب الخطط يتضارب ويتصارع. نعيم قاسم قال قبل يوميْن إنّ الحزب يعدّ خطة اقتصاديّة، لكنّ الحزب قال قبل سنتيْن إنّ لديه خطة اقتصاديّة لكن سريّة. الحزب يريد التهدئة، لعلّ ذلك يهدّئ من روع الهجمة الخليجيّة ـــ الغربيّة على لبنان. لكنّ الحزب غير واقعي إذا ظنّ أنّ زمن الحكم مع سعد الحريري ما زال مطروحاً. الحريري منفيّ بقرار سعودي وميقاتي غير مرضي عنه سعوديّاً. (الحقد عنصر من عناصر السياسة السعوديّة: لا يزال كتّاب «الشرق الأوسط» يذمّون عبد الناصر والشيوعيّة). إصرار الحزب على الاستمرار في الحكم والإتيان برئيس جمهوريّة «قبضاي» غير مفهوم. إميل لحّود أوّل وآخر رئيس جمهوريّة «قبضاي». لماذا لا يترك الحزب السلطة ويتركها لكل فريق معارضيه: 14 آذار والجناح التغييري فيه؟ البقاء في الحكم والتنطّح لحماية النظام كلّ ذلك يساوي بين السلطة والحزب ويسوّغ مشروع تحميل الحزب كل آثام النظام الحاكم، لأنّه الأقوى. ليس من مغانم في السلطة وليس من حماية للمقاومة فيها. الطعنات تأتي من الخصم والحليف. ميشال سليمان كان ذات يوم مرشّح حماية المقاومة. المعارضة (الخليجيّة ـــ الغربيّة الرعاية) تستميت للوصول إلى السلطة. دعوها تحكم وتتحمّل المسؤوليّة. لم يعد الحزب يستطيع الزعم أنّه خارج المنظومة. دخل فيها وأمعن في الدخول. الدولة معطّلة في لبنان. الخليج والغرب يتركون لبنان كي يعاني أكثر. لكن ليس صحيحاً أنّ المؤامرة وحدها مسؤولة عن الانهيار. مصر مرعية من الغرب وإسرائيل والاقتصاد ينهار. عوامل الفساد وسوء الإدارة عوامل بنيويّة في الانهيار الذريع. التمنّي أنّ حكومة وحدة وطنيّة يمكن أن تمدّ لبنان بالمساعدات ينمّ عن تجاهل لمتغيّرات السياسات الخليجيّة نحو لبنان ومفاعيل اتفاقيّات إبراهيم. كارلوس غصن أخبر نايلة تويني أنّ لديه حلولاً، على أن يقتطع ـــ على الأرجح ـــ مِن الميزانيّة ما يستحقّ من أتعاب.

0 تعليق

التعليقات