على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

التمثّل بإسرائيل كنظام ديموقراطي لا يزال قويّاً في الثقافة العربيّة. تسمع من أعوانٍ لإسرائيل ومن مقاومين تمثّلاً بإسرائيل أو استشهاداً بنظامها السياسي. يقولون: في إسرائيل ــــ مع أنّها عدوّ ــــ هناك دولة قانون ومحاسبة. بصرف النظر عن صراعنا مع الصهيونيّة ونظامها العنصري، فإنّ النظام السياسي الإسرائيلي أقلّ ديموقراطيّة بكثير ممَّا يُشيع العرب عنه. ديفيد بن غوريون لم يكن رجلاً خاضعاً لدولة قانون. هذا كان حاكماً بأمره. كان عندما يغادر مجلس الوزراء، يبقى الوزراء مجتمعون لا لمناقشة القضايا بل للبحث في معنى جملٍ وردت في حديثه. ولو وضعنا جانباً مسألة وضع العرب الدونيّ في الدولة منذ التأسيس (كأن تحكم على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من دون اعتبار وضع السّود)، فإنّ النظام السياسي الإسرائيلي مارس اضطهاداً وعنصريّة شديدة ضدّ اليهود الشرقيّين. تناول المؤرّخ توم سيغيف ذلك في كتاب «1949». يهود اليمن كانوا مثل طائفة الداليت في الهند، وبعد عقود من تأسيس الدولة، أين هم اليهود الشرقيّون في النخبة الحاكمة؟ يصل يهود أميركيّون أو روس، وينضمّون إلى النخبة بسرعة مذهلة. وظاهرة حكم الجنرالات تفضح الطبيعة الحربيّة للنظام الفريد من نوعه، وهو نظام لا دستورَ له. والذي سمح لنتنياهو بتغيير القوانين لإضعاف حكم المحكمة العليا (التي لم تنصف العرب في تاريخها) هو غياب الدستور الصارم. مثل السعودية، إسرائيل تجد صعوبة في الاعتراف بقانون سامٍ غير صادر عن الله. وحكم الجنرالات لا يستر الدور السياسي للجيش والموساد (شمعون بيريز لم يكن جنرالاً لكنّه كان مديراً لوزارة الدفاع ولعب دوراً سريّاً مع فرنسا في تأسيس السلاح النووي الإسرائيلي). أما المحاسبة، فهي ضعيفة جداً. الرئيس كاتزاف لم يُسجن بتهم الاغتصاب إلا بعد ورود شكاوى من عشرات النساء (وأُطلق سراحه مبكراً، كما أُطلق سراح أولمرت مُبكراً). نتنياهو مدان بقضايا فساد (وهي ثلاث قضايا منفصلة). وبدأت القضيّة ضدّه في عام 2016 وهو حرٌّ طليق وخلال جلسة في المحكمة، لم يعجبه كلام القاضي فغادر بلا استئذان. إسرائيل قبيحة حتى لو غفرنا لها جرائمها ضدّ العرب.

0 تعليق

التعليقات