على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أعلنت سفارة الإمارات في واشنطن، وباللغة الإنكليزيّة، أنّ الحكومة الإماراتيّة قرّرت تدريس المحرقة اليهوديّة في الصفوف التكميليّة والثانويّة في المدارس الإماراتيّة. الخبر ما كان يجب أن يثير حفيظة أحد لو أنّ الحكومة ليست الحكومة الإماراتيّة المتحالفة مع أقصى اليمين الإسرائيلي. المعرفة الدراسية عن جرائم ضد أبرياء ضرورية. لقد أنتجت حكومتا الإمارات والسعوديّة كمّاً هائلاً من الخطاب الديني والسياسي المعادي لليهود، كيهود، عبر العقود. إنّ ربط القضيّة الفلسطينيّة بخطاب وفكر غربيَّيْن معادييْن لليهود، كيهود، هو من صنع هذه الأنظمة. وإذا كان الأمر هو من باب التاريخ للتاريخ، على طريقة الفن للفنّ، فأين موقع الجرائم الغربيّة في بلادنا في المنهج الدراسي؟ ماذا عن جرائم بريطانيا في العراق والحروب الأميركيّة غير المنتهية؟ وماذا عن الحرب الفرنسيّة في الجزائر، التي دامت أكثر من قرن؟ ومن المشكوك فيه أنّ المنهج الإماراتي سيأخذ في الاعتبار ضحايا المحرقة من غير اليهود، مثل شعب الـ«روما» (الغجر) أو الشيوعيّين. لا، فإنّ نيّة هكذا أنظمة هي التملّق للّوبي الصهيوني في واشنطن. ولماذا أعلنت الحكومة الخبر بالإنكليزية وكلامها مُوجّه إلى الحكم في واشنطن؟ لماذا لم يكن الإعلان بالعربيّة وفي خطاب صريح؟ النظام الإماراتي يريد التقرّب من اللوبي الإسرائيلي بشتّى الطرق، وهو ارتقى بالتطبيع إلى مرحلة من التحالف لم تشهدها أيّ دولة عربية في علاقتها مع إسرائيل. وكانت الحكومة الإماراتية (في معرضٍ أقامته عن المحرقة) قد كرّمت مسلمين أنقذوا يهوداً في الحرب العالمية الثانية. لكن ماذا عن النكبة في كل هذا؟ هي جريمة ضدّ الإنسانية، إذا كانت الإنسانية الخالصة هي دافعكم ـــ وهي ليست دافعكم أبداً. ماذا عن مآسٍ وجرائم على يد إسرائيل نفسها؟ تجرؤون على ذكرها في الإعلام والمنهج الدراسي؟ هذا النمط من العلاقة مع الصهيونية سينتشر ويعمّ دول العرب، وسيغيب الكلام عن فلسطين في الإعلام والفن والمنهج الدراسي. دول الخليج بدأت بتطبيق هذا التوجّه منذ سنوات. هذا ليس تكريماً لضحايا المحرقة، بل اعتناق للاستغلال الصهيوني للمحرقة من أجل ذمّ قضية شعب فلسطين.

0 تعليق

التعليقات