على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذه مسألة باتت تحتاج إلى دليل أو إرشاد (غير رسولي). شخص ما أو محطة ما تنتقل من خندق إلى خندق مضاد، هكذا فجأة. وعندما ينتقل شخص أو وسيلة إعلاميّة من خندق إلى آخر مضادّ، كيف تتصرّف؟ هل تتعامل مع الشخص على أساس الموقف المُستجد أم على أساس الموقف التاريخي السابق له أو لها؟ هل تغضّ النظر عن التحوّل الجذري وتكمل الحديث وكأنّ شيئاً لم يحدث؟ ماذا عن إعلاميّين وإعلاميّات كانوا يعيّرونك بأنّك تنتقد النظام السوري والحزب ويقولون لك إنّ ذلك لا يجوز لأنّه ينال من محور المقاومة؟ هؤلاء بعد تحوّلهم يعيّرونك ويصنّفونك كـ «ممانعة، نياء». «الجديد» مثال طريف لكلّ هذا. هي انتقلت بحلول حرب اليمن من محور ضد السعوديّة إلى محور السعوديّة، وجاهرت بذلك في مقدّمة فاجأت كلّ المشاهدين يومها. رسمت خطاً على الرمال، كما يقولون، كي تقدّم أوّل دفعة مقابل المنافع الروحيّة التي يقتنيها الشخص لمماشاة أنظمة الاستبداد الخليجي. لكن المحطة تريد الشيء وعكسه: تريد أن تشارك بحماس في المحور المعادي للمقاومات في المنطقة وأن تصبح بوقاً غير مجاني للسفارة الأميركيّة في بيروت (وهي تقطع نشرة الأخبار كي تعرض مسؤولاً أميركيّاً ينطق بالخط الصهيوني)، لكن عندما تتعرّض للانتقاد تستنجد بماضيها في دعم المقاومة. هذه لا تستقيم بتاتاً. يُحكم على المواقف في لحظتها، لا في ماضيها. نحكم على فؤاد السنيورة في حرب تمّوز وليس عليه في الخمسينيات عندما مشى مرّة أو مرتيْن في تظاهرة ضد السياسة الأميركيّة في الشرق الأوسط. روبرت مردوخ غازل الاشتراكيّة في سنوات الجامعة لكن هذا ليس رصيداً له نستعمله في الحكم على سياساته الموغلة في الرجعيّة. يجب أن نتفق على صيغة: عندما ينتقل شخص أو وسيلة إعلاميّة من التقدمية إلى الرجعيّة (دائماً التغيير في اتجاه واحد ــــ نحو المال الخليجي)، عليه أن يصرّح لنا بملء فيهِ: ها أنا أغادر محوراً نحو محور مضاد وأرجو منكم أن تنسوا كل مواقفي السابقة لأنّ التذكير بها يحرجني أمام المُموِّل الجديد، والسلام.

0 تعليق

التعليقات