على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الفلوجة باتت اسماً أميركيّاً أيضاً. كل أرض يطؤها جنود أميركيّون ويُقتَلون في قتال أهلها تصبح أرضاً أميركيّة. الخبر لم يذكره إلا موقع «إنترسبت» الليبرالي (بدأ الموقع بإشراف غلين غرينوولد وبتمويل من الملياردير الأميركي بيار أوميديار، لكنّه حاد عن الخطّ اليساري المؤسِّس واتجه صوب السياسات التقليديّة للمنظومة الإعلاميّة، مع استثناءات هنا وهناك). وزارة الدفاع الأميركيّة تريد أن تطلق اسم «الفلوجة» على بارجة حربيّة. هذه كأن يطلق العدوّ اسم «قانا» على سرب من الطائرات الحربيّة ــــ والعدوّ يفعلها ويفعل أكثر من ذلك. هناك سلسلة من المجازر التي ارتكبتها أميركا في الفلوجة. هي دشّنت غزوها واحتلالها بمجزرة دمويّة هناك عندما أطلق جنود أميركيّون النار على محتجّين مدنيّين وقتلوا 17 منهم. طبعاً، التحقيق الأميركي برّأ الجنود وزعم أنّ المحتجّين غير المسلّحين هم الذين بادروا بإطلاق النار. البيان الصحافي الذي رافق الإعلان عن تسمية البارجة الجديدة (ورد في مقالة بيتر موس الذي كتب عن الموضوع في الـ«إنترسبت») زها بـ«معركة الفلوجة». والموقعة هي معركة بقدر ما كانت تل الزعتر معركة. هي مجزرة قتلت نحو 700 مدني على الأقل. البيان الرسمي لوزارة الدفاع أورد أنّ الفلوجة هي مدعاة للفخر لقوّات المارينز. المارينز ارتكبوا عمليّات قتل انتقاميّة بعد العثور على أربع جثث لأميركيّين معلّقة على جسر في عام 2004. ويذكر موس أنّ هناك «معركتيْن» في الفلوجة في عام 2004. واحدة أدّت إلى سقوط 800 عراقي، و600 منهم كانوا مدنيّين ــــ ونصفهم من الأطفال والنساء بحسب الموقع الذي يحصي عدد ضحايا الغزو الأميركي. و«المعركة» الثانية شهدت «تطهيراً» للمدينة وأدّت إلى تدميرها كلّياً. وانتُشلت 700 جثّة من تحت الأنقاض، و550 منها كانت لنساء وأطفال. لا يسمح الغرب للمُستعمَرين بكتابة تاريخهم. خذوا تاريخ الاحتلال الأميركي للبنان بين عامَي 1982 و1984. لا يزال هذا التدخّل لدعم نظام أمين الجميّل الفاسد، يُنظَر إليه هنا على أنّه مهمة إنسانيّة. مات عراقيّون في الفلوجة كي تكتسب بارجة حربيّة أميركيّة اسماً يليق بها.

0 تعليق

التعليقات