على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

بعض الدروس البديهيّة في الديموقراطيّة. 1) الانسحاب من الحكومة عمل عادي في الديموقراطيّة. عندما انسحب الحزب من حكومة سعد الحريري اعتبر خبراء الدستور والسياسة والتبعيّة أنّ ذلك كان بسبب نشر قمصان سود في الشوارع. الانسحاب من الحكومات الائتلافيّة في إيطاليا هو المسؤول عن تقصير عمر كل حكومة إلى نحو سنة منذ الحرب العالميّة الثانية. الحكومات الائتلافيّة (كما في إسرائيل) تستمرّ طالما هناك اتفاق على الاستمرار، وبخروج طرف منها تسقط. أي أنّ خيار الانسحاب هو سلاح بيد كل طرف في الحكومة ومن ضمن العمل الديموقراطي. 2) التلاعب بالنصاب من ضمن العمل الديموقراطي. هناك حق لكل طرف بالحضور أو عدم الحضور، وكان ذلك من ضمن اللعبة المقبولة قبل الحرب، عندما كان زمنكم جميلاً بحسب الفريق الانعزالي اليميني الذي يعتبر اليوم أنّ تأمين النصاب هو واجب إلزامي وأنّ عدم الحضور يشكّل طعنة للديموقراطيّة. 3) تعطيل الجلسات بشتّى الطرق هو عمل ديموقراطي طالما لا يخالف الدستور. في أميركا مثلاً، هناك خيار «الفليبستر» (وهو مسموح فقط في مجلس الشيوخ وليس في مجلس النوّاب لأنّ المؤسّسين اعتبروا أنّ مجلس الشيوخ هو نادي النخبة ولهم من النفوذ والسلطة ما ليس لدى أعضاء مجلس النوّاب الذين يمثّلون العامّة عند المؤسّسين النخبويّين.) الـ«فليبستر» هو حق أيّ عضو في مجلس الشيوخ في تعطيل مسار التصويت على مشروع قانون ما من خلال القراءة المستمرّة لأي نصّ أمامه (قد يكون محضر جلسات سابقة أو دليل الهاتف أو كتب أطفال كما فعل السناتور تيد كروز قبل سنوات). ولا يحقّ تجاوز الـ«فليبستر» إلا بأكثريّة الثلثَيْن (قبل عام 1917 لم تكن هناك إمكانيّة لتجاوز الـ «فليبستر»). 4) من حق أي نائب أن يصوّت أو أن يمتنع عن التصويت أو أن يصوّت لتحيّة كاريوكا. هذه من حقوق المقترع في أي نظام ديموقراطي. في أميركا هناك في مجلس النواب حق الاقتراع بـ «حاضر» فقط. في لبنان هناك مجموعة غير ديموقراطيّة قرّرت أن التصويت لغير ميشال معوّض يناقض الديموقراطيّة.

0 تعليق

التعليقات