القاهرة | اشتعلت حالة من الجدل في الوسط الثقافي المصري خلال الأيّام الماضية بعدما نشر أحد المواقع الإلكترونية خبراً عن قيام «اتحاد كتّاب مصر» بالتحقيق مع الكاتب المصري يوسف زيدان بتهمة التطبيع مع إسرائيل. رئيس الاتحاد علاء عبد الهادي قال لـ«الأخبار» إنّ التحقيق في تطبيع يوسف زيدان يجري منذ أكثر من تسعة أشهر على خلفية تصريح تلفزيوني أبدى فيه «رغبته في التدريس في جامعة تل أبيب»، مشيراً إلى أنّ التحقيق في ما يخص التطبيع، يتبع قرار أصدرته الجمعية العمومية للاتحاد عام 1995. والكل يتذكّر فصل الكاتب المسرحي الراحل علي سالم من الاتحاد عام 2001 حين كان فاروق خورشيد رئيساً له، إذ كان المسرحي الراحل قد زار الكيان العبري عام 1994، قبل صدور قرار الجمعية بخصوص التطبيع. وفي نهاية التسعينيات، كان تيار قومي من المثقفين هو الذي يقود الاتحاد أمثال بهاء طاهر ومحفوظ عبد الرحمن وإبراهيم عبد المجيد وغيرهم. وقتها، بدأت مراحل التحقيق في قضية تطبيع علي سالم بعد تحذيره مرات عدة بالتراجع عن مواقفه التطبيعية، ليتم إقرار فصله من الاتحاد في عام 2001.وبالنسبة إلى الآلية التي يتم بها إثبات التطبيع ومن ثم فصل العضو، قال رئيس الاتحاد إنّ الأمر يتمّ على ثلاث مراحل تتضمن: لجنة تحقيق مبدئية، ثم لجنة تأديبية، وأخيراً لجنة استئنافية يديرها نائب رئيس مجلس الدولة. وإذا ثبت الاتهام في هذه المرحلة، يتم فصل العضو «لسكون الطعن على هذا القرار في المحكمة الإدارية العليا».
يؤكد رئيس الاتحاد أن قضية زيدان لا تزال قيد التحقيق الأولي، ولم يتم البت فيها حتى الآن أو إحالته إلى المرحلة التأديبية التالية، مشيراً إلى أنّ ما نُشر حول نية اتحاد الكتاب فصله مجرد «فرقعة صحافية». في الوقت نفسه، أكّد لنا مصدر في اتحاد الكتاب أنه لم يتم التواصل نهائياً مع زيدان أو دعوته لحضور التحقيقات حول اتهامه بالتطبيع رغم أن الأمر قديم.
في المقابل، أعلن صاحب «عزازيل» عن استقالته من اتحاد الكتاب على حسابه الشخصي على فايسبوك، فيما أكّد المصدر أن زيدان لم يستقل بشكل رسمي من الاتحاد حتى الآن.
تواصلنا مع يوسف زيدان الذي أوضح لنا أن تصريحاته التلفزيونية (محل التحقيق) أطلقها قبل خمس سنوات، مضيفاً: «أنا قلت لو وزارة الخارجية رأت أنّي مهم في إطار خدمة الديبلوماسية أن القي محاضرة (في الجامعات الإسرائيلية)، سأفعل هذا الأمر». وكشف زيدان أنه لم يكن يعرف أي شيء حول اتهامه بالتطبيع أو التحقيق معه من الاتحاد، إلا ما نُشر على المواقع الإلكترونية.
إلى جانب يوسف زيدان، كشف مصدر في الاتحاد أنهم يحاولون التواصل مع الكاتب والروائي علاء الأسواني بشأن تصريحاته للإذاعة الإسرائيلية في أيار (مايو) 2022، ولا يزال الموضوع في مرحلة التحقيق المبدئي أيضاً، مشيراً إلى أن القضية الوحيدة الآن التي تم تحويلها إلى اللجنة التأديبية تمهيداً لفصلها من الاتحاد، هي الكاتبة المصرية منى البرنس التي نشرت صورة لها مع السفير الإسرائيلي في القاهرة في كانون الأول (ديسمبر) 2018.