دعوني أنغّص عليكم فرحتكم بالمونديال.1) الرياضة في العالم العربي وعرضها على شاشات متخصّصة وفي شبكات متعدّدة، كلّ ذلك هو من صلب المؤامرة الخبيثة لصرف أنظار الناس عن القضايا السياسيّة.
2) لا أنسى في كل مونديال، المونديال الذي تصادف مع الاجتياح الإسرائيلي في صيف 1982. يومها، كنا نحن القابعين تحت الاحتلال الإسرائيلي في لبنان نريد أن نصرخ بوجه كل الجماهير العربيّة التي لَطالما تغنينا بها. كانت الجماهير منصرفة عن معاناتنا بسبب انشغالها بالمونديال. لم تكن هناك تظاهرات أو احتجاجات تُذكر في العالم العربي. الأمير فهد وصحبه وجدوا الاجتياح فرصةً لتمرير مصالح إسرائيل: من تبنّي ترشيح بشير الجميل إلى إصدار مشروع سلام إسرائيلي.
3) حاولت قطر أن تغطّي على وضع العمّال المهاجرين فيها، وهذا وضع لا يتقدّم فيه بلد على آخر. مات مئات من العمّال أثناء التحضير لهذا المونديال.
4) الرياضة سياسة والفن سياسة وحضور إسرائيل للمونديال هو سياسة. التطبيع تطبيعٌ لو كان «ناعماً» (كما في حالة قطر) أو صلباً نافراً، كما في حالة الإمارات.
5) كلّما زار إسرائيليّون دولة عربيّة، كان ذلك طعنةً للشعب الفلسطيني.
6) الإسرائيليّون يكتشفون يوماً بعد يوم في كل زيارة لأيّ دولة عربيّة، كم يكنّ لهم الشعب العربي من الكراهية. يكتشفون أنّ يوسفَ العتيبة في واشنطن والمعلّقين في جريدة «الشرق الأوسط» لا يمثّلون آمال وتطلّعات الشعب العربي.
7) ماذا حلّ بالحصار السعودي-الإماراتي على قطر؟ كم كان الختام مُذلاً لمحمد بن سلمان. كل مغامرات الرجل تنتهي بهزيمته وإذلاله. أميركا تأمره بوقف الحرب على اليمن فيطيع، وتأمره بمدّ أوكرانيا بالعون المادي فيطيع، وتأمره بوقف الحصار على قطر فيطيع.
8) العمّال الذين شيّدوا الملاعب والفنادق لم يجدوا مكاناً لمشاهدة المباريات. وضعوهم خارج المدينة كي لا يلوّثوها.
9) كل هذه الملاعب ماذا سيحلّ بها؟ هل ستصبح ملاعب للجنود الأميركيّين في قطر؟
10) أنفقت قطر 220 مليار دولار على التحضير للمونديال. ماذا كان حلّ بوضع غزة لو أن عُشر المبلغ أُنفق هناك؟