على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ياسر عرفات كان كارثة على القضيّة الفلسطينيّة وعلى لبنان، لكن ليس للأسباب التي يسوّقها الفريق الانعزالي. هو مثّل نموذجاً في النضال الاستعراضي المسرحي. ليس من دراسة تقارن بين شخصيّة عرفات وشخصيّة السادات: الشخصيّتان مسرحيّتان تصلحان للتمثيل والتهريج، وقد أتقناه. ينسى البعض القرب والعلاقة الوثيقة بين السادات وعرفات ـــ والعلاقة استمرّت حتى إعلان السادات عن زيارته للقدس. عندها فقط، لم يعد بمقدور عرفات أن يستمرّ في التحالف (بالمناسبة، كمال جنبلاط كان وثيق الصلة جداً بالسادات ودافع عنه حتى في اتفاق سيناء في 1975 وبقي على تحالفه معه حتى اغتياله ــــ وقد أدانت «جبهة الرفض» جنبلاط في حينه). عرفات قضى على إمكانيّة تشكيل عمل عسكري موحّد في لبنان: ضد إسرائيل وضد الفريق الانعزالي. وهو خلق حالات ميليشيويّة مرضيّة فاسدة في كل لبنان ولم يتورّع عن استخدام الطائفيّة لخدمة أغراضه السياسيّة (غير المتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة). الغريب أنّ هناك في لبنان ــــ وخصوصاً في صف اليسار التقليدي والجديد الـ«كول» ــــ ممن يستشهد بتجربة عرفات ويعتبرها متفوّقة في المقاومة على تجربة حزب الله. تجربة عرفات؟ هي سلسلة من الهزائم والانكسارات والمسرحيات والعمليّات الفاشلة ــــ وعرفات المسؤول الأوّل عن الهروب الكبير من وجه إسرائيل في اجتياحَي 1978 و1982. كان يُعلن أنّ الاجتياحات حتميّة، لكنّه لا يستعدّ لها ويصرّ على تعيين منعدمي الكفاءة في أعلى المناصب في القيادة العسكريّة. الحاج إسماعيل لا يصلح لمنصب شرطي بلدية، وهو جلبه معه إلى فلسطين بعد أوسلو كي ينشر كفاءته هناك (كان القائد العام لقوّات المقاومة في الجنوب وهو من أوّل المنسحبين عام 1982). وعرفات رعى قيادات في الحركة الوطنيّة كان همّها مراكمة الثروات وهم هجروا القضيّة (في معظمهم) بمجرّد أن انسحبت منظّمة التحرير من لبنان. هؤلاء الذين كانوا يتفاوضون ويتسوّلون رضى بشير الجميل، فيما كان شعار الحركة الوطنية عن عزل الكتائب معروفاً. قائد الحركة الوطنيّة كان يتفاوض مع بشير الجميّل (وكمال جنبلاط تفاوض معه بعد اغتيال شقيقته في بيروت الشرقيّة). عرفات رمز لفشل منظمة التحرير أكثر من الشقيري.

0 تعليق

التعليقات