على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

بكل المعايير عهد ميشال عون عهد فاشل. هو أسوأ من عهد الياس سركيس وهو من أسوأ العهود لأنّ ميشال عون لم يحسم خياراته ــــ بعد. بقي هو مثل نبيه برّي عرضة لضغوطات وابتزازات أميركيّة. سركيس حسم أمره في آخر سنتين وعوّل على الخيار الإسرائيلي وتبنّى ترشيح بشير الجميّل. أي إنه، للتاريخ، وضع نفسه في الخانة الإسرائيلية ونحن نحكم عليه على هذا الأساس. عون أراد الشيء وعكسه: مع المقاومة ومع اعتناق العقيدة البشيريّة للانتخابات. لكن لا يمكن التشكيك في ثبات دعمه للمقاومة. وربّما كان يمكن أن يكون أقوى لو أنّه لم يقض وقته في التسويات. يُقال ــــ وهذا صحيح ــــ إنّ صلاحيات الرئيس انتُزعت منه في الطائف. لكن يبقى لرئيس جمهورية لبنان ما أسماه ثيودور روزفلت بما يمكن ترجمته بـ «منبر المنصب»، وهذه الصلاحية غير المكتوبة قوية للغاية ولم يُحسن عون استعمالها أبداً. وكان يمكن له أن يكون أكثر صراحة حول طبيعة المؤامرة ضدّه، لكنّه حاول التعامل معها بالمداورة. وعذر أنّه «ما خلّونا» لا يصلح لأنّه من دون مكاشفة ومصارحة وتسمية الأشياء يصلح للسخرية والتندّر فقط. وعون مثله مثل الحليف الشيعي، عقد تسويات مع فاسدين. ماذا كان يتوقّع أن يحصل؟ العذر الذي أعطاه عون لعدم عزل رياض سلامة دليل ضعفه وليس دليل قوّته. شعبيّة ميشال عون وتيّاره انخفضت من أكثر من 70 في المئة بين المسيحيّين لنحو 20 في المئة، وهي أدنى من شعبية القوات بين المسيحيّين. هذا الانخفاض كان، في جانب منه، نتيجة حملة خليجية غربية إسرائيلية ــــ صحيح ــــ لكن في جانب آخر هي نتيجة فشل ذريع في كل ملفات الحكم. الحملة قائمة ضدّك وأنت تعزل الوزير جورج قرداحي لأنّه أزعج خاطر النظام السعودي. تتحدّث عن مؤامرة أميركية ضدّك وأنت تداري أميركا في المفاوضات وتطلق وصف «النزيه» على مفاوض إسرائيلي. كان على عون أن ييأس مع إمكانيّة التصالح مع أنظمة الخليج ومع الإدارة الأميركيّة.

0 تعليق

التعليقات