على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قد سمعتم الخبر. الحكومة الأميركيّة اتهمت مواطناً إيرانيّاً (وهو لا يسكن في الولايات المتحدة) بتدبير محاولة اغتيال ضد جون بولتون، مستشار الأمن القومي لدونالد ترمب ومُتلقّي درع الأرز من وفد 14 آذار بسبب حبّه الكبير…لإسرائيل. وعندما قرأتُ الخبر أيقنت أنّ هناك ما هو مريب فيه. كيف ولماذا يدبّر الحرس الثوري الإيراني (والمواطن الإيراني متهم بالانتماء له) عمليّة اغتيال لجون بولتون؟ متى كانت آخر مرّة قام فيها النظام الإيراني بتدبير محاولة اغتيال ضدّ أميركي، أو غير أميركي؟ قلتُ لأقارن نصّ الخبر بين الصحف: نصّ الخبر هو نفسه بين «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» وغيرهما من الصحف الأميركيّة. لم أقرأ اسم مكتب التحقيقات الفدرالي في الخبر. قلتُ لألقي نظرة أخيرة على نص الخبر في الـ «غارديان» البريطانيّة. الخبر هنا يختلف: حديث عن «مخبر» لمكتب التحقيقات الفدرالي ضالع في القضيّة. أدركتُ عندها حقيقة الخبر. منذ 11 أيلول، تتوالى أخبار، أو خبريّات، عن محاولة من الحرس الثوري الإيراني لاغتيال السفير السعودي في معطم صيني في واشنطن عبر بائع سيارات مستعملة في تكساس، وهو على تنسيق مع عصابات مخدّرات في المكسيك. هذا خبر حقيقي، وفق الحكومة الأميركيّة. أحياناً تقرأ أخبار مخيفة: محاولة لنسف جسور وأبنية في نيويورك من قبل تنظيم إرهابي خطير. تدقّق في الخبر وتكتشف: يزرع مكتب التحقيقات الفدرالي عملاء له في جوامع وعلى مواقع التواصل. يعثرون على مسلم «أبله» أو معتوه أو على رجل إيراني في إيران مختلّ عقليّاً، بعد محاولات فاشلة للتخابر مع مئات غيره. يقوم المخبر من مكتب التحقيقات الفدرالي بطرح فكرة مثل أن يقول: ما رأيك لو تقوم أنت بتفجير مبنى أو جسر أو اغتيال فلان؟ وبمجرّد أن يوافق المعتوه على الخطّة أو يشترك في تصوير مبنى أو جسر، تصبح الخطة لأعداء أميركا ويقوم مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل بعقد مؤتمر صحفي يأتي فيه: كشف مخطّط إرهابي خطير لتفجير جسر أو مبنى أو اغتيال جون بولتون. يحيا العدل.

0 تعليق

التعليقات