على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ضقتُ ذرعاً بمرض الكورونا. لم أعد أحتمل كلّ التغييرات المفروضة علينا. أضع في السيارة كيساً من اللوازم: كمّامات وقفّازات طبيّة وأكاد أضع أنبوبة أوكسيجين وسريرَ معاينة. لكن تضيق بالفعل عندما تعلّم، (الكمّامة في جامعات كاليفورنيا مفروضة على التلاميذ في كلّ الصفوف). عليكَ أن تسمع أسئلة التلاميذ من خلال كمّاماتهم. لا أبالغ بأنّني أطلب من التلميذ إعادة السؤال أو الكلام مرتَيْن وثلاثاً بسبب الحاجز بينك وبينه. التلاميذ لا يفهمون، بعضهم على بعض، ويضطرّون إلى إزالة الكمّامة للنطق ثم إعادتها بسرعة. الصفوف مجهّزة بكمّامات تستقبلك على المدخل ثم هناك أوعية لسائل التنظيف لليدين. وهناك فروقات طبقيّة (الطبقية تلاحق كلّ جانب من جوانب حياتنا). الفقراء هنا يشكّكون في صحّة ما تقول الحكومة عن الفيروس وهناك جمهور محافظين يعتبر أن الحزب الديموقراطي ينشر الخوف من الفيروس للسيطرة على الناس (وهذه الأساطير تنتشر حول العالم). وتجد أنّ المناطق الميسورة التزمت بإجراءات الوقاية أكثر من المناطق الفقيرة في ولاية كاليفورنيا مثلاً. الميسورون دائماً يعمّرون أكثر من الفقراء، كما أنّ العناية الطبيّة أفضل للميسورين منها للفقراء والمعوزين. الالتزام هنا يتراخى مع أنّ الإصابات تشهد ارتفاعاً (وإن بسيطاً). في لبنان، أسمع أنّ الالتزام يتراخى ربما لأنّ ياسين جابر أشاعَ بين الناس أنّ وضع شارة «الدكتور هواء» تقي من الكورونا ومن صيبة العين (ارتدى شارة «الدكتور هواء» كلّ من البطريرك الماروني ونبيه برّي ـــ أي أنه ليس للرجلين من مستشاريْن يقولان لهما إنّ ارتداء الشارة هو محض هراء). يقول لي صديق مختصّ إن فيروس الكوفيد لن يختفي بل سيبقى معنا وإنّنا سنجد طرقاً للتعامل معه. المعاناة الكبرى في الطاعون هي للصغار والأحداث. هؤلاء حُرموا منذ سنوات من اللهو واللعب والارتخاء. الحلّ ليس في أيدينا كناس عاديّين، لكنّ النقمة هنا حلّت أخيراً على خبير الأمراض المعدية لـ «المؤسّسة العامّة للصحّة»، أنطوني فاوتشي. هناك مَن يجزم أنّه هو المسؤول عن تعكير حياتنا وإزعاج عائلاتنا. وضعوا حراسة عليه بسبب التهديدات الكثيرة. في لبنان: وزير حزب الله مسؤول ووزير آل الحريري بريء.

0 تعليق

التعليقات