على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

جبران خليل جبران تعرّض لتشويه فظيع على يد الدولة والكنيسة ومؤسّسة جبران في بشرّي. الذي يقرأ نتاجه بالكامل ويقرأ عنه ما كُتبَ بالعربيّة والإنكليزيّة يُدرك حجم التشويه. جبران خليل جبران (بصرف النظر عن التقييم) كان غير ما تقرأ عنه على المواقع وفي إعلام لبنان. حوّلوه إلى قومي لبناني تقليدي. أكثر من ذلك: الرجل الذي جاهر بمعاداة الكنيسة تحوّل إلى داعية مسيحيّ على يد الطائفيّين. يروي ميخائيل نعيمة أنّ جبران رفض الاعتراف وهو على فراش الموت. كتاباته تنطق باسمه أكثر من مساعي الدولة إلى رسمه. لتعرف كيف كان صدى جبران في لبنان، عليك أن تقرأ ما كان يُكتب عنه في حياته، لا بعد مماته عندما صادرته الدولة والكنيسة. عودوا إلى مجلّة «المشرق» الناطقة باسم الاستشراق اليسوعي الطائفي. حملات عنيفة ضدّه ومن قبل أمثال فؤاد أفرام البستاني الذي كان أوّل رئيس للجامعة اللبنانيّة (من دون أن يكون حاصلاً على شهادة الدكتوراه في زمن لم يكن عمر فرّوخ يجد فيه عملاً في أي جامعة في لبنان بعد حصوله على دكتوراه في التاريخ من جامعة أرلنغن في ألمانيا—فقط لأنه مسلم واضطرّ إلى التعليم في ثانويّة وإن علّم في ما بعد في الجامعتين العربيّة واللبنانيّة). لم يكن لجبران فكر سياسي متناسق أو مترابط، هو لم يكن يعرف هواه السياسي بالضبط. حتى في الهوية السياسيّة: هو كان سوريّاً أكثر ما كان لبنانيّاً متزمّتاً. كان لبنان له ناحية من أنحاء سوريا. ومقالته في الأضراس المسوّسة في فم «الأمة السوريّة» كانت خير تعبير. و«الرابطة القلميّة» لم تكن تميّز بين اللبناني والسوري (قليلة أنّ لدينا في لبنان نائبة تغييريّة نجحت بالرغم من دعوتها العلنيّة إلى «إبادة» الشعب السوري؟). هناك أقوال تُنسب إلى جبران على المواقع وهي ليست له. جبران كان إصلاحياً أكثر منه ثوريّاً. كانت عنده نفحات ثوريّة لكنه كان يتصنّع لنفسه مع الأميركيّين تاريخاً نخبويّاً أرستقراطيّاً. كان جبران حائراً. ألم يقل مرّة لنعيمة: «أنا نبأ كاذب»؟ الفيديو الوحيد له يقرّبنا منه.

  • تمثيلية تمثيل النّاس

0 تعليق

التعليقات