على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يردّ شربل نحّاس بوفرة هذه الأيام على اتهام الحركة بانتهاج موقف رمادي من الحزب ومقاومته. والضغط على «ممفد» يشتدّ لأن كلّ قوى التغيير تطابقت في المواقف في الأيّام التي تسبق الانتخاب. الكل ــ كلّهم يعني كلهن ـــ يُجاهرون اليوم بضرورة نزع سلاح المقاومة وطمأنة إسرائيل ــ مقرّ الحضن العربي الذي يتحدّث عنه ميقاتي والسنيورة وأسامة سعد. و«ممفد» في موقع حرج لأن موقفها من المقاومة كان ــ قبل سنتين فقط ـــ مطابقاً لموقف المقاومة. لكنّ شربل يتحدّث اليوم بنفس منطق وموقف 14 آذار حول ضرورة اتباع نصيحة أو تعريف «ماكس فيبر» للدولة. وماكس، رضي الله عنه، كان ضد سلاح المقاومة ويريد حصريّة السلاح بيد الجيش لكن تحت قيادة جوزف عون. ماكس فيبر كان شديد الإعجاب بعون هذا. لكنّ شربل يقول بثقة إنّ أحداً لا يزايد على موقفهم ضد إسرائيل. لماذا؟ لأنهم يرفضون عقائدياً إسرائيل وأنّ موقفهم حازم وحاسم كمشروع مدني. لكن ما علاقة المدنيّة بمعارضة الصهيونيّة؟ كأنّ شربل يوحي بأن الحزب له موقف رخو وبراغماتي ضد إسرائيل والصهيونيّة. وهل الحزب تخلّى عن موقفه ضد إسرائيل يوماً؟ وشربل يحذر من أنّ المفاوضات النووية ستتسبب في اتفاق تحت الطاولة (أي طاولة؟ طاولة الزهر؟). لكن بالرغم من مرور العلاقات الأميركيّة ــ الإيرانيّة بمراحل شتّى، فإنّ عداء الحزب المتجذّر بقي هو نفسه حتى في عهد خاتمي وروحاني. الحزب لم يتوقّف عن قتال إسرائيل أو عن ترويعها وردعها منذ ولادته. الصراع مع إسرائيل هو سبب وجود الحزب. لكن شربل يوحي بأنّ موقفه أكثر جذريةً لأن الحركة مدنيّة. لكن ما فائدة الموقف اللفظي ضد الصهيونيّة؟ الكل يقول إنّ إسرائيل عدو قبل أن يتلو آيات المطالبة بنزع سلاح المقاومة. الموقف ولو كان حاسماً قاطعاً لا يُفيد ولا يؤثر. كانت كل أحزاب الحركة الوطنيّة تجاهر بموقف ضد إسرائيل، لكن عندما حدث الاجتياح تركت الساحة الكثير من عناصرها وقياداتها. إعلان العداء لإسرائيل يحتاج إلى ترجمة فعليّة، والمقاومة هي الترجمة الفعليّة الوحيدة لرفض إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات