على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

خطاب وليد جنبلاط في حضرة السّفير السعودي في مدرسة العرفان، كان مناسبة جديدة للنظر في تحليل شخصيّة هذا الرجل. قال الكاتب الأميركي، جورج ويل، عن جورج بوش الأب إنّه «الأقل مبدئيّة» بين ساسة أميركا. هل نقول عن وليد جنبلاط إنه الأقلّ مبدئيّة؟ أنا أختلف مع هذه النّظرة. أقول إنه مبدئيّ لكن في نطاق عقيدة يمينيّة رجعيّة لبنانيّة انعزاليّة رأسماليّة ومتعاطفة مع دول الغرب وسياساتها. أنا أقول إنّه كان ضدّ مقاومة إسرائيل طيلة حياته. جنبلاط الحقيقي منتمٍ إلى المحور الغربي ــ الخليجي، وكان هذا ديدنه منذ تسلّمه (الوراثي) لقيادة الحزب الطائفي والحركة الوطنيّة. جنبلاط الحقيقي يظهر في لحظات التوتّر الشديد: بعد اغتيال الحريري، ظهر جنبلاط على حقيقته: أشادَ يومها بأرييل شارون وحواره مع محمود عبّاس واعتبر أنّ هذا هو الحلّ الحقيقي للقضيّة الفلسطينيّة. جنبلاط الحقيقي هو الذي قال إنه أُلهم غزوَ بوش للعراق، وإنّ ذلك مفتاح تحرّر العالم العربي (مزيد من الغزوات). جنبلاط الحقيقي هو جيفري فيلتمان لا نصرالله (وكان جنبلاط يطري عليه ويُثني على مواقفه). جنبلاط الحقيقي هو الذي ردّ على الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 عبر الاحتفاء بشمعون بيريز في المختارة وعبر حلّ الحركة الوطنيّة، لتسهيل مَهمّة الغزو. جنبلاط الحقيقي هو الذي كان يتواصل سرّاً مع بشير الجميّل في الحرب فيما كان يهتف في المهرجانات بحلّ حزب الكتائب. كان يتلقّى العون والمال من إيران وسوريا، فيما كان يتآمر عليهما. جنبلاط الحقيقي هو نموذج مكثّف لأسوأ سياسي عرفه لبنان. هو يستطيع أن ينتقل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين لأنّ السياسة عنده مصلحة شخصيّة فقط. لكن أورد جنبلاط جملةً من المزاعم المدهشة في خطابه: قال إنه فتحَ طريق الجنوب. زعم أنّ ميليشياه الطائفيّة حاربت الجيش السوري عام 1976، فيما الحقيقة أنّ بعض منظّمات المقاومة الفلسطينيّة واليسار اللبناني المتطرّف (مثل حزب العمل الاشتراكي العربي ــ لبنان) والتنظيم الشعبي الناصري (قبل انتقال أسامة سعد إلى الساداتيّة) هم الذين واجهوا الجيش السوري. لكنّ جنبلاط وعد أهل الجبل بحلّ مشكلاتهم الاقتصادية: سيُقيم لهم نُصباً.

0 تعليق

التعليقات