على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ما يجري في السودان لا يلقى أيّ اهتمام في الإعلام الغربي أو العربي (الخليجي). هناك طغمة عسكريّة حاكمة وهي تتشبّث بالسلطة ليس بفعل قدرتها على الصمود بوجه الشعب بل لأنّ الموساد يرعى. بكل صراحة تتحدّث المافيا العسكريّة الحاكمة عن زياراتها لتلّ أبيب وعن استقبال وفود إسرائيليّة متوالية في الخرطوم. هي لا تتورّع عن الإفصاح عن تلك العلاقة لأنها في ذلك تتوجّه إلى واشنطن كي تقول إنّ إسرائيل ترعى النظام وإنّ ذلك سيكبح تدخّلاً من الكونغرس والبيت الأبيض. والمافيا الحاكمة على حقّ. الصحافة في الغرب صامتة عن القمع المستمرّ في السودان. هناك علاقة حقيقيّة بين الإعلام في الغرب وبين السلطة (وبين منظّمات حقوق الإنسان). في بداية الأزمة في أوكرانيا، اتّصل وزير الخارجيّة الأميركي بقادة «منظّمة العفو» و«هيومن رايتس ووتش». هذه المنظّمات، كما الإعلام في الغرب، لا تحيد عن خطّ سياسات الناتو إلّا لماماً. وإذا ارتأت حكومات الغرب أنّ نظاماً وحشياً يستحقّ الدعم، فالإعلام يمتثل ومنظّمات حقوق الإنسان تستعمل تلك اللغة التخفيفيّة التي تمرّست في صياغتها عن جرائم حرب إسرائيل. كلّ خروقات حقوق الإنسان في كردستان لا تلقى استفظاعات بالرغم من كمّ الأفواه والفساد المستشري في حكم البارزاني. وقد تجذّر حكم المافيا العسكريّة في الخرطوم بسبب دور منظّمات المجتمع المدني. هي التي غطّت على حكم العسكرتاريا، وهي التي قبلت بتوليفة (كانت من إعداد الموساد) وتقضي بتجاهل الرغبات الشعبيّة والحفاظ على حكم العسكر من أجل ضمان التطبيع مع إسرائيل. المجتمع المدني يُصغي إلى نصائح حكومات الغرب ومؤسّساته التي اختارت رئيس حكومة قبِلَ بالخضوع لحكم العسكر تحت عنوان المشاركة. وكيف يتشارك حكم مدنيّ مع العسكر في دولة، وكيف يمكن للعسكر ألا يُسيطر؟ لكنّ منظّمات المجتمع المدني كانت تُريد إظهار حسن النيّة بالنيابة عن مصالح غربيّة. لم يفهم المحتجّون في السودان أنّ التطبيع كان يعني ترسيخ حكم ديكتاتوري في البلد. وشعب السودان له تاريخ عريق في التّوق إلى الحريّة وتمرير التطبيع كان لقمعه. الموساد يحكم الآن.

  • انقسام في المجتمع المدني والقوات... ماذا يحصل في دائرة بيروت الأولى؟

0 تعليق

التعليقات