على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

من أغبى ما أسمع من فريق الإعجاب بالديموقراطيّة السعوديّة والإماراتيّة مقولة: المقاومة تحمي إسرائيل. هي تمنع إطلاق صواريخ ضدها من لبنان. عندما أسمع هذا القول، أكاد أصرخ في وجههم: حسناً تفعل. يجب أن تمنع إطلاق الصواريخ منعاً باتاً. هذا الإطلاق العشوائي غير المتّسق الذي تخصّصت فيه الفصائل الفلسطينيّة في لبنان كان وبالاً على لبنان والمخيّمات، لأنه لم يكن منظّماً ولم يكن جزءاً من خطة مقاومة مدروسة. كانت المنظّمات عندما يُفرط أحد قادتها في شرب الخمر، يأمر بزخّة من الصواريخ. وكان قادة بعض المنظّمات يطلقها في عيد إنشاء المنظّمة. ولم يكن الجنوب محميّاً، وكانت طائرات العدوّ تغير وتدمّر وتحرق من دون أيّ رادع. وهذا الدور للمنظمات الفلسطينيّة كان من العوامل التي غيّرت أهواء أهل الجنوب. ولم تكن حركات المقاومة تسجّل إنجازات في ردع العدوّ. المقاومة اليوم تهدف إلى حماية الأرض وردع العدوّ. وهذا مضمون اليوم. ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ العدوّ لا يجرؤ على قصف لبنان ولا يجرؤ على التوغّل في الجنوب، كما كان يفعل بصورة أسبوعيّة. تريدون إطلاق صواريخ انفعالياً عشوائيّاً ضد إسرائيل؟ لأيّ غرض؟ فقط من أجل تسجيل نقاط غير ذكيّة ضد المقاومة؟ المقاومة هزمت إسرائيل، وهي وحدها التي تحكم في مَن يطلق النار والصواريخ ومن لا يطلق النار (الجيش اللبناني ممنوع، كما هو معروف، من إطلاق أي رصاصة ضد العدوّ، وقد تبلّغ جان قهوجي رسالة واضحة بهذا الشأن من الكونغرس بعد رشقة رصاص العديسة ـــ الجنرال ميشال سليمان يرى أنّ رشقة رصاص العديسة هي خطة دفاعيّة فاعلة بديلة عن المقاومة. قالوا لجان قهوجي إنّ الحكومة الأميركيّة ستوقف كلّ مساعداتها للجيش لو أنه سمح بإطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل). المقاومة تحمي والمقاومة تقرّر، لكن ليس انفعالياً. ثم هؤلاء المزايدون: نعرفهم واحداً واحداً. هؤلاء لو أنّ المقاومة دافعت عن لبنان بوجه العدوان، لقالوا: لقد ورّطوا لبنان في حرب مدمّرة. ولو أنّ المقاومة أنعمت على الجنوب بالسلام الرادع: لقالوا: إنه اتفاق تحت الطاولة.

0 تعليق

التعليقات