على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أحببتُ سامي كلارك. الكلّ أحبَّ سامي كلارك وظهرَ ذلك على المواقع. نسينا خلافاتنا وحزازاتنا وصراعاتنا وثأرنا في لبنان وتفرّغنا ليوم أو يومين لرثاء سامي كلارك. لم تعكِّر رثاءنا محاولة البعض نسب الـ «زلمي» لحزب الكتائب. سامي كلارك كان فوق صراعاتنا وطوائفنا. أذكرُ يوم انطلاقته. قبل الحرب، كانوا يجلبون لنا مطربين لبنانيّين من أميركا (استيراد وتصدير للمواهب)، ويقولون لنا إنّ فلاناً كان شهيراً جداً في أميركا لكنه حنَّ بصورة فظيعة إلى الوطن وعاد إليه ــــ ما أحلى الرجوع إليه. باتريك سامسون وسامي كلارك، كانا من بين تلك الأسماء. طبعاً، لم يكن الرجلان معروفيْن في الغرب قطّ. لكن كلارك تعاون مع الياس الرحباني، وحقّق نجاحاً خصوصاً في السبعينيّات. والمرحوم الياس كان يشترك في مسابقات غنائية عالميّة (أو هكذا كان يُقال لنا) وكان يفوز دائماً بأغنية لسامي كلارك. قيل لنا إنّ أغنية «موري، موري، موري» فازت في مهرجان الأغنية في أثينا، وهو غير مهرجان الأغنية في حمّانا. والأغنية جميلة كما كانت معظم ألحان الياس في تلك السنوات. أبدعَ الياس في أواخر الستينيّات وأوائل السبعينيّات. حتى ألحان الإعلانات التلفزيونيّة اشتهرت مثل إعلان «مولينكس»: صارت حرّة ست البيت بفضل «مولينكس». سامي كلارك لم يدخل في الحرب. من القلّة الذين لم يدخلوا في الحرب ولا في الطائفة. شخصيّته كانت محبّبة وصارت محبّبة أكثر بفضل «غرندايزر». وكان في المقابلات مختلفاً عن الفنانين اللبنانيّين. كان متواضعاً وخجولاً بعض الشيء. تُقارنه براغب علامة أو اليسا مثلاً! سامي كلارك ظهر وصعدَ بفضل موهبته وشخصيّته وإطلالته، وليس بإرادة شيخ أو أمير نفطي فرضَه على الأذواق بالرغم عن أنوفنا. كان ذلك قبل زمن الوليد بن طلال و«روتانا» ـــ سيّئة الذكر ـــ ثم قبل زمن تركي آل الشيخ. من يذكر الفن العربي قبل زمن تركي آل الشيخ؟ من يذكر الفن العربي في زمن عبد الناصر الذي يُقال لنا إنه لم يكن ديموقراطيّاً؟ سامي كلارك ينتمي إلى جمالٍ في بلد يصرّ بعض بنيه على تبشيعه.

0 تعليق

التعليقات