«ليس المهمّ ما يحدث لك، بل المهمّ ما الذي ستفعله بما يحدث لك». المقولة المنسوبة إلى الكاتب الأميركي الراحل روبرت شولر (1926 ــ 2015)، تنطبق على الشابة الأردنية لبنى زكارنة (33 عاماً) التي حوّلت معاناتها مع السرطان إلى قصة أمل. أكملت زكارنة دراستها للهندسة المدنية في «جامعة البلقاء التطبيقية» عام 2010، وانخرطت بعدها في سوق العمل. أظهر تشخيص طبي أُجري لها بعد ذلك بخمس سنوات إصابتها بنوع محصور من السرطان وسريع النمو. حاولت التخلّص من آثار العلاج الكيماوي الجانبية بتعلّم غزل الصوف بالصنارة عام 2017، قبل أن تتقن الحرفة: «بدأت الإعلان والترويج لمنتجاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقررت إلى جانب المنفعة الشخصية، العمل على مبادرة نقدم من خلالها هدايا لمرضى السرطان والفقراء»، تقول قبل أن تضيف: «نجحت المبادرة ووصل عدد العاملات معي إلى 30، تراوح أعمارهن ما بين 23 و 60 عاماً». في منزل ذويها في عمّان، تجلس لبنى من دون أن تفارق الابتسامة وجهها، وكأنّها تريد التأكيد أنّها ليست ضعيفة، وتتسلّح بطموح وأمل كبيرَيْن.