على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذه رسالة محبّة وشكر إلى امرأة لا أعرفها. اسمها غنى نحفاوي. يعرفها المتابعون على مواقع التواصل في لبنان والعالم العربي لأنّها تحمل همّ الحيوان في العالم. ليس هناك أرقّ من قلب غنى. أنا ـــ صراحةً ــ توقّفتُ عن متابعتها لأنّ الصور التي تنشرها عن تعذيب وعذاب الحيوان تصيبني بالحنق والحزن الشديد. حاولتُ إقناعها بأن تتوقّف عن نشر الصور الصادمة، لكن عبثاً. هي تعرف ماذا تفعل وقد فعلت الكثير ـــ حتماً، أكثر منّي ـــ في التوعية وفي نشر المعرفة الإنسانيّة والمحبة. تتألّم غنى مع كلّ حيوان جريح وهي ستلاحق صيّادي لبنان يوماً وتطردهم عن أرضنا. ليست غنى أوّل من عُنيَ بالحيوان في بلادنا. الكوميدي سامي خيّاط أسّس جمعيّة لـ «الرفق بالحيوان» قبل الحرب. يومها، كان عدد الصيّادين والمتوحّشين أكبر بكثير من عدد الرحيمين. نحن في بلد يظهر فيه ـــ أو كان يظهر فيه ـــ جفت الصيد بمجرّد أن يمرّ عصفور في السماء. هناك اسكتش عن الصيد لفيروز ونصري شمس الدين، يزهو فيه الأخير بطرائد صيده. ما فعلته غنى لم يسبق له مثيل. غنى تدافع عن الحيوان بالنيابة عن كلّ واحد منّا. غنى تضغط على قوى الأمن للتحرّك عندما تنشر دلائل وهي كثيرة ـــ عن وحشيّة الإنسان ضدّ الحيوان. غنى هي الضمير الذي لو انتشر لكنّا أرحم على بعضنا ممّا نحن عليه. لو كان لغنى القدرة، لجمعت كل حيوانات لبنان (وليس زوجين من كل صنف فقط، كما فعل نوح ) في سفينة وأبحرت بها بعيداً عنّا. هذه الرسالة أملاها عليّ القطّان «بيلي» و«إيدن» لشكر غنى على حنانها وعطفها وإنسانيّتها. هناك أُناس في لبنان يتطوّعون في أفعال ومهام يُفترض أن تقوم بها الدولة ـــ وهي حبيبة محمد العبد الله وليست حبيبتي. غنى نحفاوي يجب أن تصبح دائرة رسميّة في الدولة. لكنّ غنى نقيض الدولة الفظّة الوحشيّة. دولة لبنان المتوحّشة لا ترأف لا بالحيوان ولا بالإنسان.

0 تعليق

التعليقات