فقدت مصر، أوّل من أمس، قامةً فنيةً أخرى. بعد رحلة مهنية طويلة شملت أكثر من 50 فيلماً ومسلسلاً، توفي المخرج المصري أحمد يحيى (1944 ــ 2022/ الصورة) في إحدى مستشفيات القاهرة بعد صراع قصير مع المرض، عن 78 عاماً. خلال طفولته، ظهر يحيى للمرّة الأولى في السينما كممثّل إلى جانب مشاهير كهند رستم، وتحيّة كاريوكا، وإسماعيل ياسين، وعبد الحليم حافظ. ومن بين الأشرطة التي أطلّ فيها بأدوار صغيرة، نذكر: «حكاية حب» (1959 ــ إخراج حلمي حليم) و«البنات والصيف» (1960 ــ إخراج عزّ الدين ذو الفقار وصلاح أبو سيف وفطين عبد الوهاب).وُلد أحمد يحيى في 16 حزيران (يونيو) 1944 في قرية القضابي التابعة لمركز الفشن، جنوب محافظة بني سويف. وبعدما حصل على بكالوريوس في الإخراج من المعهد العالي للسينما في عام 1968، عمل مساعداً للإخراج مع باقة من أبرز المخرجين المصريين، أمثال حلمي حليم وأشرف فهمي وحسين كمال. كما سجّل إسهامات على صعيدَيْ التأليف وكتابة السيناريو.
أخرج أحمد يحيى عشرات الأفلام منها: «العذاب... امرأة» (1977)، «لا تبكي يا حبيب العمر» (1979)، «ليلة بكى فيها القمر» (1979)، «غداً سأنتقم» (1983)، «حب لا يرى الشمس» (1980)، «حتى لا يطير الدخان» (1984)، «الموظفون في الأرض» (1985)، «يا عزيزي كلّنا لصوص» (1989) و«كراكون في الشارع» (1986).
أما لناحية الدراما التلفزيونية، فقد وقّع مسلسلات عدة من بينها: «السيف الوردي» (2004)، و«امرأة في شق الثعبان» (2007)، و«العمدة هانم» (2009) و«نعم... ما زلت آنسة» (2010).
اعتُبر الراحل المخرج المفضّل بالنسبة إلى الثنائي رشدي أباظة وفريد شوقي. ولفيلم «لا تبكي يا حبيب العمر» قصّة خاصة، إذ أبقاه النجاح الجماهيري في الصالات لمدة ثلاثين أسبوعاً. وقيل إنّ الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات قال لبطله فريد شوقي إنّه بكى بسبب هذا العمل.
في كواليس «ليلة بكى فيها القمر»، نشأت بينه وبين الفنانة اللبنانية الراحلة صباح قصّة حب. في حديث ضمن برنامج «ساعة صفا» مع صفاء أبو السعود («art أفلام»)، قالت «الشحرورة» إنّه «كان في مشروع زواج ومش عارفة ليه محصلش نصيب... لقيته أصغر مني. هاجيب واحد يكحّ وأقعد أدّيله الدوا»!