في ضوء انعقاد «المنتدى الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست ومكافحة السامية» اليوم الأربعاء في مالمو بعنوان «تذكّر وتحرّك»، أصدرت مجموعة من الاتحادات والمجموعات والتكتّلات حول العالم أخيراً بياناً أكدت فيه أنّ قانون مواجهة معاداة السامية «يجب ألا يُستخدم في تشريع أعمال غير قانونية كالعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، معربةً عن خشيتها من أن تؤدي مقررات المنتدى إلى «ملاحقة من ينتقد الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية بتهمة معاداة السامية». وشدّد الموقّعون على أنّ الاحتلال بمشاركة الصهيونية العالمية «يستخدم وسائل للضغط على بعض الدول لمقاطعة أي مؤتمر يميّز بين معاداة السامية والحركة الصهيونية».

ينعقد في مدينة مالمو جنوب السويد المنتدى الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست ومكافحة السامية في 13/10/2021 وعلى رأس أهداف المنتدى محاربة معاداة السامية في المجتمع وفي وسائل التواصل الإجتماعي.
إن مواجهة معاداة السامية يجب أن تنطلق من مواجهة كافة أشكال التمييز العنصري. لذلك يجب أن لا يستخدم قانون مواجهة معاداة السامية في تشريع وتقنين أعمال غير قانونية. كالعدوان الإسرائيلي عسكرياً، وسياسياً، وإقتصادياً، وإنسانياً ضد الشعب الفلسطيني.
إن مجموعة العمل الفلسطيني في جنوب السويد المكونة من سويديين من أصل فلسطيني، ومعها الاتحادات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا تخشى من أن تؤدي مخرجات المنتدى إلى ملاحقة من ينتقد الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية بتهمة معاداة السامية.
إن دولة الاحتلال الغسرائيلي وبمشاركة الصهيونية العالمية تستخدم وسائل للضغط على بعض الدولي لمقاطعة أي مؤتمر يميز بين معاداة السامية والحركة الصهيونية مثلما حدث في مقاطعة بعض الدول لمؤتمر دير بان الأخير الذي عُقد في نيويورك بتاريخ 22/9/2021، والذي ميز في مؤتمره الأول – عام 2001 في جنوب أفريقيا – بين معاداة السامية والحركة الصهيونية التي اعتبرها شكلاً من أشكال العنصرية وما لحق ذلك من قاطعات دعمتها دول الاحتلال الإسرائيلي.
إن خشيتنا تنتطلق من أن منظمة IHRA (International Holocaust Remembrance Alliance) التي ترعى المنتدى قد ربطت في أمثلتها وتعريفها لمعاداة السامية، بين معاداة السامية ومعادة الحركة الصهيونية ونقد الاحتلال الاسرائيلي الذي ذكر في أكثر من موضع.
إن المطالبة بتجريم نقد الاحتلال الاسرائيلي هو انتهاك لمبادئ أساسية في القانون الدول وقرارات المنظمات الدولية، فقد نصت الملاحظات الختامية – بشأن إسرائيل في التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري الصادر بتاريخ 12/12/2019 – على وجود سياسات وممارسات اسرائيلية للفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني. (ُيراجع الفقرات 14 و16 و23 و27أ). ولا تزال إسرائيل تمارس التمييز العنصري والتطهير العرقي ومصادرة الأراضي، وأخر هذه الممارسات في حي الشيخ جراح في القدس.
إننا نطالب المنتدى العالمي الذي اختار عنوانه "تذكر وتحرك Remember and react" الى تذكر معاناة الشعب الفلسطيني التي بدأت منذ أوائل القرن العشرين من قبل بريطانيا (وعد بلفور 1917) وأعقب ذلك قيام الحركة الصهيونية بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني عام 1948 مما ادى الى تهيجره وتشريده في أرجاء العالم. وأدل مثال على ذلك أن الموقعين على البيان هم أبناء المشردين من الشعب الفلسطيني.
بناء عليه يحق لنا استخدام جميع الوسائل القانونية لمواجهة استغلال مصطلح "معاداة السامية" كوسيلة قمع ضد من يقاوم جرائم الاحترال الاسرائيلي اليومي بحق الشعب الفلسطيني.
مالمو – السويد
12/10/2021
الموقعون: اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا – اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا – الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا – مجموعة العمل الفلسطيني في جنوب السويد – مؤسسة مؤتمر فلسطيني أوروبا.