الحقيقةُ دائماً هي: ما نَسيَ أنْ يقولَهُ الموتى. ■ ■ ■
نُسّاخُ الألَم:

كي لا يُوقِعوا أنفَسَهم في مِحَنِ العذابِ والخوف، يكتفي كُتّابُ الأناجيلِ الـمُحدَثون بالتَفَـرُّجِ على الألم، ويَنسبون إلى أنفُسِهم ما تَفَوّهَ به الأمواتُ في لحظاتِ احتضارِهم الطويلة، التي امتدّت حياةً كاملةً مِن العذابِ والخوفِ وانعدامِ الحيلة.
: إنجيلِـيّو الغبارِ الذهبيّ.
■ ■ ■
الفَخّاريّ:
لا يُتعِبْ أحدٌ نفسَهُ بتصويبِ ما تَعمَّدتُ إيقاعَ نفسيَ فيه مِن الأخطاء!
في هذه الأخطاء الكثيرُ مِن دمِ أصابعي ودمعِ قلبي.
هذه الأخطاءُ، الأخطاءُ الجليلةُ الـمَتعوبُ عليها، هي: أثمنُ صواباتي.
■ ■ ■
خوفاً مِن أنْ يَسرقَ الخبّازُ نِصفَ عجيني وكامِلَ غبطتي،
تَعوّدتُ دائماً أنْ أخبزَ عجينَ حياتي بيدَيَّ الغشيمتين... فأُحرِقَهُ كاملاً.
■ ■ ■
مُتَلازمة البراءة:
مِن شِدّةِ ما صارت أفكاري وهواجِسي وعيناي ولَحمي ونِقِيُّ عظامي معجونةً بالخوفِ وخوفِ الوقوعِ في الخوف، صرتُ (حتى وأنا أتَمشّى بين حجراتِ بيتي أو أرعى مِن أعشابِ حديقتِه) أَدوسُ على الأرض برِفق، مُتَلَـفِّتاً يميناً وشمالاً، كمنْ يمشي في بَهوِ «بَـنك» يَتأهّبُ لسرقتِه.
: هي عاهةُ الأبرياء.