«أنا أخافُكم»/ قال لهم. ذلك كلُّ ما قاله: «أخافُكم».
قالها، فصار أقلَّ خوفاً.
ولأنهم أذكياء، أذكياء بحيثُ كانوا قادرين دوماً على إخافته،
فلقد عرفوا أنّ وراءَ كلّ خوفٍ عظيم ٍكراهيةً أعظم.
لأنهم مخيفون وأذكياء
عرفوا معنى أن يُصابَ إنسانٌ بالخوف...
عرفوا معنى أنْ يجرؤَ خائفٌ على قولِ: «أنا خائف».
وفقط لأنهم عرفوا، دَبَّ في قلوبهم خوفُ صانِعي الخوف
فقالوا بلا أدنى تردُّد:
«لا بدّ من ذبحه».
قالوا، وفعلوا.
نعم، في هذا كانوا على حقّ.
لأوّلِ مرّةٍ في حياتهم، حسبوها جيّداً وكانوا على حقّ:
ذبحوا خوفَهُ فما عادوا خائفين (ما عادوا خائفين... إلى حين).
..
لا! المغفّلون لم يحسبوها جيّداً.
فالأذكياءُ غالباً ما يرتكبون الأخطاءَ القاتلة.