لطالما ظلّت سيرة الفنانة باية محي الدين (1931 ــ 1998)، تطغى على أعمالها ولوحاتها التي لم تُعرض في العالم العربي. سيرة مثيرة وغنية، لم تفسح المجال بشكل كافٍ ربّما للاطلاع على إرث الفنانة الغنيّ والملوّن الذي صُنّف مراراً في خانة الفن البدائيّ، بحفاظها على ألوانها ووجوه الفنانات وتأثيرات الفن القبلي في الجزائر والزخارف المستخدَمة في المنسوجات اليدويّة. أمّا سيرتها، فتشتمل على بدايات فقيرة في الجزائر حيث عملت كفلاحة وفي الخدمة المنزلية، غير أن لوحتها وفدت باكراً إلى باريس، حيث قدّمها أندريه بروتون للجمهور الباريسي في الأربعينيات وهي ما زالت في السابعة عشر من عمرها، رغم أنها رفضت أن تندرج أعمالها تحت خانة السوريالية.

في فترة لاحقة، ارتبط اسمها ببيكاسو، حيث ألهمت مجموعة أعماله «نساء جزائريات». هذا الشهر، ستُعرض أعمال ولوحات الفنانة الجزائرية للمرّة الأولى في المنطقة، ضمن معرض استعاديّ تنظّمه «هيئة الشارقة للمتاحف» ابتداء من 24 شباط (فبراير) على أن يستمرّ حتى 31 تموز (يوليو) في «متحف الشارقة للفنون» ضمن سلسلة معارض «علامات فارقة» السنوية في دورتها الحادية عشرة. يضمّ المعرض 70 لوحة من أعمال باية، التي يقبع معظمها في سويسرا، منها لوحاتها الأولى التي عُرضت في باريس. يسلّط المعرض الضوء على حياتها وتجربتها الفنية الغنية، وستكون فرصة للاطلاع على لوحاتها الملوّنة والصاخبة عن قرب، تلك اللوحات التي تظهّر نسوة وفلاحات تجاورها عصافير وورود وعناصر طبيعيّة ضمن تدفّق لونيّ وحركيّ لافت.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا