سريعاً بدأت تظهر انعكاسات التطبيع الخليجي الإسرائيلي على الإعلام، وتحديداً قناة mbc التي يملكها الديوان السعودي وتتّخذ من دبي مركزاً لها. لم تنتظر الشبكة السعودية طويلاً كي تغيّر مسارها الإعلامي تناغماً مع التطبيع، أكان عبر إلغاء مشاريع درامية تتمحور حول سيرة مناضل فلسطيني أو حذف مسلسلات تتناول القضية الفلسطينية وتُظهر معاناة الفلسطينيين ونضالهم ضد العدو المحتلّ. بعدما جمّد القائمون على تطبيق «شاهد» المنضوي تحت mbc تصوير مسلسل «الأمير الأحمر» (كتابة حسن يوسف وإخراج سامر البرقاوي وإنتاج «صبّاح إخوان») بسبب تناوله سيرة المناضل الفلسطيني علي حسن سلامة (1941-1979)، حذف التطبيق من قائمته أول من أمس مسلسل «التغريبة الفلسطينية» (كتابة وليد سيف، وإخراج حاتم علي وإنتاج «سوريا الدولية للإنتاج الفني» عام 2004). فور انتشار خبر إلغاء المسلسل، انطلقت حملة ضد الشبكة السعودية شنّها ناشطون فلسطينيون وعرب، واصفين القناة بأنها تحاول طمس حقائق القضية الكبرى. فالمسلسل يحتلّ مكانته في وجدان المتابعين وفي الأرشيف العربي الدرامي، لأنه حاكى القضية بطريقة مؤثّرة لا تزال مطبوعة في ذاكرة مشاهديه. ولعلّ التصريح الأهم حول حذف «التغريبة الفلسطينية» جاء على لسان جولييت عواد التي كانت إحدى بطلات المسلسل. فقد نشرت الممثلة والمخرجة الأردنية فيديو لها على صفحات السوشال ميديا، قائلة: «سؤالي لشاهد، لماذا حذفتهم المسلسل؟ كلمة فلسطين تخوّفكم! الحق يخوفكم! نحن الشعب الأردني مع القضية الفلسطينية وإذا لم يتبقَّ أحد يدافع عن فلسطين، سأبقى أنا وجميل عواد (زوجها) ندافع عنها. نحن مع المقاومة بشتى أشكالها لحين استرجاع فلسطين». إثر هذه الحملة والدعوات إلى مقاطعة تطبيق «شاهد»، أُجبر الأخير أمس على إعادة عرض «التغريبة الفلسطينية»، خصوصاً أنّ الحملة أدّت إلى خفض عدد مشتركيه. مع ذلك، لم يخرج المسؤولون عن «شاهد» بأيّ تصريح يوضح حقيقة ما حصل!

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا