إذا كانَ لا بدّ أنْ تأتيَ هذه الليلة (كيلا يسهرَ كلانا حزينأ وجائعاً)
فلا تأتِ، كعادتِك، مَحنيَّ العينينِ والقلب، فاتِرَ البسمةِ واللّسان،
ومُلَوِّحاً، كالعادةِ، بيديكَ القاحلتين كجُعبةِ الشحّاذِ الشَّحيحِ
المترَعةِ بالدموعِ واللّعناتِ والنمائم.
..
إذا كان لا بدّ أنْ تأتي، كضيفِ رحمانٍ كريم،
فَـتعالَ، كما يليقُ بالمجوسيّ الساعي وراءَ نجمتِه،
وفي يدكَ (كيلا ينامَ كلانا حزيناً وجائعاً)
قِطعةُ حطبٍ، وقطعةُ شرابٍ ورغيف، وقطعةُ قلب...
وفي فمِكَ: زهرةْ.
وأمّا عن الضحكةِ يا صاحبي، فلا تسألْ!
الضحكةُ، كالرغيفِ الطيّب،
يَسهلُ دائماً تَدبيرُها واقتِسامُها.
الضحكةُ قُربانةُ المحِبّين.
: تعالَ... حُبّــاً!