لكي يُبَرِّرَ الحمقى معجزةَ حدوثِ الجمالْ لا بدّ لهم مِنْ اختراعِ ـــ لكلِّ زهرةٍ ـــ أسطورةْ،
ولكلِّ قبلةِ حبّ: حكاية نبيٍّ وخائن،
ولكلّ قطرةِ ماء: فصيلة دموعٍ أو سلالةِ غيم.
.. .. .. ..
لكي يُبَرِّرَ الحكماءُ معجزةَ حدوثِ القُبح
يكفيهم، فيما هم يَرتعدون مِن الخوف،
أنْ يتذكّروا بُزوغَ النطفةِ الأولى لِجدّهم العتيقِ الإنسان
وَ يَشرعوا في العويل.

الحصان

احتَملتُ رَسـني وسِرجي.
احتملتُ حَدَواتي، ومهمازَ خاصرتي، ولِـجامَ نَزَقي وصَهيلي.
احتملتُ لسعةَ سوطِ مُرَوِّضي، و لعناتِ مالِكِ أمري.
واحتملتُ آلامَ الطّاعةِ، وأورامَ الرِّضى.
.. .. ..
الشيءُ الوحيدُ الذي صعُبَ عليَّ احتمالِه...
الشيءُ الوحيدُ الوحيدُ الذي كان يجعلني أستحي أمامَ نفسي:
كيفَ (في نهايةِ النهار، لحظةَ أصيرُ على بابِ الإسطبل)
أَتَوَجَّهُ ناحيةَ المعلف، بكاملِ هيبتي وعُدّةِ خنوعي،
لأتناولَ حِصّتي المعهودةَ
مِنَ التِّبنِ، والغصّات، و الـمَذَلَّـةْ.