على أنغام مقطوعة «بردى» (موسيقى سورية) لفرقة «زمن الزعتر»، أطلقت «مؤسسة سعادة للثقافة» صرخة لوقف بيع قطعة أثرية سورية نادرة (805 ــ797 ق. م. ــــــ الصورة) تنوي دار «بونهامز» عرضها (مزاد رقم 99) في 3 نيسان (أبريل) المقبل في لندن. الصرخة تمثّلت في مقطع فيديو (2:54 دقيقة) حمل عنوان «أوقفوا سرقة الآثار السورية وبيعها»، نشرته المؤسسة على قناتها الخاصة على يوتيوب، متوجهة إلى «الحكومة السورية، و«بونهامز»، واليونيسكو».
أما المطلب الأساسي فهو «إيقاف عملية البيع واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاسترجاع هذا المعلم المهم إلى سوريا حين تسمح الظروف الأمنية بذلك». قرّرت المؤسسة رفع الصوت «حفاظاً على آثار بلادنا، وعلى رواية التاريخ الإنساني، واحتراماً لقوانين الأمم المتحدة، ولأجل لبنان وسوريا والعراق». لكن ما الذي يؤكد أنّ القطعة مسروقة؟ تؤكد «مؤسسة سعادة للثقافة» أنّ القطعة الأثرية تعود إلى منطقة «تل حمد الأثري» المعروفة بـ«دور كاتليمو» بالقرب من وادي ونهر خابور الأثري، بين منطقتي الحسكة ودير الزور السوريتين. بعد بحث معمّق، توصّلت المؤسسة إلى نتيجة مفادها أنّه لا يمكن أن تكون القطعة قد اكتشفت على أيدي عالمَي الآثار، العراقي هرمزد رسّام والبريطاني هنري لايارد، في سبعينيات القرن العشرين، كما تدّعي «بونهامز»، بل «بعد هذه الفترة». والدليل أنّ أعمال عالم الآثار هارتموت كوهني منذ 1975 التي استندت إليها «بونهامز» لا تشير إلى هذا الاكتشاف، ما يعني أنّ التنقيب عنها لم يكن قانونياً، وكذلك عملية البيع. علماً أنّ القسم العلوي من القطعة اكتشفه رسّام عام 1879 وهو موجود في المتحف البريطاني. يذكر أنّه كتب على القطعة الأثرية: «في مدينة أرواد في وسط البحر صعدت جبل لبنان وقطعت جذوعاً صلبة من خشب الأرز، ووضعت أخشاب الأرز القادمة من جبل لبنان حينها في بوّابة معبد الإله سلمانو، إلهي».